الثقافة تعني الأفكار والعادات والتقاليد والمعتقدات والرؤى التصورات التي تشكل عقلية الفرد وتعمل على تحريكه في الاتجاه الذي يراه مناسباً في كل المواقف والقضايا التي تكون مثار نقاش في مسيرة الحياة ودائماً على المثقف أن يعمل جاهداً على تحديث أفكاره وتطويرها وتصحيحها وتنقيتها من الشوائب التي تعلق بها نتيجة للمزاجية والهوى والنفس الأمارة بالسوء هذا على مستوى الفرد الواعي والناضج أما المثقف الذي يبيع ضميره بعرض من الدنيا وبحفنة من المال فهذا في نظر المفكرون ليس مثقفاً بالمعنى الذي تقصده ولكنه فقد مقومات الثقافة عندما سخرها في تحقيق نزواته الحيوانية الهابطة, ولذلك تتجلى مسئولية الشاب المثقف وما يسمى بالنخبة في مدى قدرتها على نشر قيم الحرية والكرامة والعدل والنزاهة وتعزيز قيم الولاء للحقيقة ونشرها بين المجتمع يقول المفكر الفرنسي هيجل " إن الأفكار تبقى جامدة ما لم تتفاعل معها روح الفرد وتضع منها شعلة تضيئ الحقيقة" هكذا ينبغي عليك أيها المثقف أن تمتلئ روحك عن الحقيقة والدفاع عنها والتضحية بكل ما تملك من أحل الوقوف ضد الأفكار المنحرفة التي تنتشر في الشارع ويراد مكن خلالها تحريف أفهام المواطنين.
هذه صرخة أبعثها إلى من يملك روحاً طاهرة وعقلاً نيراً وقلباً يتوق لقيم الجمال لهذا أقول إن طليعة اهتمامك يتمثل في:
1 ـ تحرير روح الأمة والجماعة 2 ـ تحسين وعي الناس من خلال تعريفهم بالحقيقة والإمساك على أيديهم من أن يسقطوا في فخاخ الأعداء
أيها الإخوة: إن الغموض يقتل الروح والحيوية وواجبك يتمثل في كشف زيف الأفكار المنحرفة وإظهار الأمور الجوهرية ولن تستطيع عمل ذلك إلا من خلال عقل دائم البحث عن مشكلات الأمة ويد تلتمس هموم وأوجاع البشرية.
أيها الشباب الثائر الحر: يا من تحمل بين جوانحك إشعاعاً يضيء المستقبل وتقود روحك بدفقات الأمل المشتاق إلى بلد مدني متطور تتفيأ في ظلاله وتقتات من موارده لك أقول: كفى خنوعاً وقعوداً ويأساً وتشاؤماً وشكوك وضجر من الواقع لا بد أن تتمرد على كل هذا وتعمل وتكافح وتخلص وتسعى بكل ما أوتيت من إمكانيات لتثبت للعالم أنك عند مستوى المسئولية ومن هذا المنطلق يجب أن تعرف أن قيامك بهذه المسئولية ليس من خلال الكلام المنمق الجاف الذي لا يقدم للبشرية شبراً واحداً لأنه كلام مخدر عاطفياً وإنما من خلال..
أولاً: نموذج تستطيع أن تقدمه للمجتمع بأن تكون شاباً نشيطاً متفائلاً متحركاً باحثاً مثقفاً متابعاً دقيقاً صادقاُ مخلصاً فعالاً مؤثراً متعاوناً مع ابتسامة عريضة تشرق على فمك حتى توصل رسالة حب ممزوجة بثقافة العمل وبهذا تكون مركب عصي على الاندثار وقادراً على الصمود في وجه الأعاصير التي تعمل على اقتلاعك ليل نهار فهل تسمع ما يقوله لك أخ يحترق على أمة ويعمل على انتشالها بما يملك من إمكانيات متواضعة وروح وثابة, لكنه يؤمن بأن ما يعانيه من شح في الوسائل وبساطة في الإمكانيات يسن مبرراً للركون والشكوى ويؤمن أن أشد الأوقات ظلمته هي تحمل جنين روح النهار وبشر الليل بصبح يطارده على رؤوس الحبال!.
محمد المياحي
من هو المثقف..!! 1561