في مشهد خطف الأضواء ولفت أنظار العالم أجمع, ليس أول مرة, بل لأنه جاء بعد إجراءات أكثر وحشية ارتكبتها قوات الانقلاب العسكري الفاشي في مصر.. ظهر الرئيس المصري المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي في المحاكمة التي يجريها الانقلاب له ظناً منهم انها ستثنيه عن مواصلة الكفاح من أجل إسقاط الانقلاب.. ظهر مرسي في لقطة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي . كعادتهم لا يجرأون على بثها مباشرة خوفاً من الطاقة التحفيزية التي يبعثها هذا الرجل الذي أدهش العالم بصموده الأسطوري تحت ضغط كل التهديدات التي أطلقها الانقلاب حتى وصل بهم الأمر إلى التفكير بطريقة يتخلصون منها بعملية إغتيال للرئيس.. كغيري من الكثيرين الذين يدافعون عن قيم الحرية والكرامة الديمقراطية وكل مبادئ الإنسانية والعدالة لا أقدس مرسي ولا أدافع عنه تعصباً ولا لأني مؤدلجاً بطريقة تفرض نفسه على سلوكياتي. دفاعي ليس إلا عن رجل سطر ملحمة بطولية تاريخية تجسد قيم الديمقراطية في أبها حللها فمن منطلق الدفاع عن إرادة التحرر ورفض الممارسات الوحشية من قبل السلطة الانقلابية في مصر وكذلك رغبةً مني في كشف زيف الديمقراطية التي هي بمثابة شماعة يعلق عليها الغرب كل أبجديات حقوق الإنسان.إذا في بلاد النيل هناك كوكبة من القادة الشرفاء يقبعون خلف القضبان ليس لشئ إلا لأنهم رفضوا الاستسلام وأصبحوا الآن بعباً يقض مضاجع الانقلابيين. هذه اللوحة التي جسدها الرئيس مرسي في ثاني ظهور له بدا أكثر صلابة وصموداً وثباتاً وهذا ليس غريباً على رجل يفهم المعنى الحقيقي للحياة ويعي متقلبات الزمن ومتشرباً للمنهج الرباني الذي يجعلك تسير بكل ثقة واقتدار متحدياً إرادة العالم المتوحشة ضد الإسلام.
أضحى مرسي معلماً في تاريخ الثورة المصرية التي مازالت متوهجة وما المشهد العبثي للمحاكمة والرئيس مرسي يتجول في محبسه منفرداً ورافعاً يديه في وجوه القاضي الذي باع ضميره للعسكر هذا المنظر بعث في نفسي تساؤلات كثيرة يا ترى ما هذه الطاقة التي يتمتع بها هذا الرجل؟
ولماذا ظهر متجولا ً في قفص الاتهام؟ بماذا يشعر هذا الرجل؟ هل يعقل بعد الوسائل التي استخدموها ضد الحركة وقادتها ورئيسها ومازال مرسي يرعبهم..
حقاً إنه رجل عظيم متوشحاً بقناع الحرية مستأسداً بمبادئ العزة.. تشع من جبهته أنوار الحياة التي يجب على كل مواطن مازال يحمل في قلبه ذرة من ضمير أن يعتز بها..مرسي يخوض معركة دفاع عالمية إنسانية يجب على الشرفاء الاعتراف بها, في المقابل بدأ القاضي ضعيفاً يقطر جبينه خجلاً وظهر كالحاً يبحث عن قطعة ثوب يواري بها وجهه.. حقاً هكذا عندما يبيع الإنسان ضميره على نقيض من أصحاب المبادئ والنفوس العزيزة الطاهرة .. كم أنت عظيماً يا مرسي..
محمد المياحي
مرسي يرعب العالم!! 1444