بعد ثلاث سنين من ثورتنا المجيدة وفي يوم الحرية الأول11فبراير الكثير منا يطرح تساؤلاً غريباً بعض الشيء وهو: أيهما أفضل ولماذا؟ أخلاق الثورة أم ثورة الأخلاق؟ لعلنا نتفق أن ما نراه اليوم انفلات أخلاقي وغياب أمني وفوضى عارمة في ربوع اليمن المختلفة لم يكن أبداً من أهداف الثورة . فلم نكن أبداً نريد أن تعم الفوضى ولا كنا نتمنى أن يسير كل منا حسبما يريد دونما مراعاة لحقوق الآخرين ولا قواعد أخلاقية ولا مراعاة لنظام الدولة ولا قانونها ولا كبير ولا صغير فما نراه اليوم ليس هو ذلك الشعب الذي قام بأعظم وأطهر الثورات في التاريخ ثم بعدها قام بتنظيف ما خلفته تلك الثورة ونال احترام العالم أجمع وأعاد لليمن مقامها وهيبتها بين الأمم لست أرى أن تلك هي أخلاق الثورة التي رأيناها جميعنا في الميدان ولا أعتقد أن الثورة كانت لنسير عكس اتجاهات السير القانونية ولا ليكون كل منا حاكماً بأمره ولا ليفترس القوي منا الضعيف ولا لنهمل في أعمالنا ولا لنفعل ما كان يفعله بنا النظام البائد والذي قمنا بالثورة لنهدمه. نريدها ثورة أخلاق نريدها ثورة من الداخل ومن العمق وتذكروا قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ هذا هو المعنى الذي نريد إرساءه, والحق أقول لقد رأيت في عيون الكثيرين نظرات أمل لم نكن نراها من قبل فلم اليوم نهدم كل ما سعينا من أجله ونصبح أضحوكة العالم وتستمر الفوضى دعونا نتفق على أننا جميعاً مسلمين ومن كل الطوائف زيديه شافعيه سنيه وحزبيين ومستقلين كلنا أبناء لوطن واحد في البداية والنهاية دعونا نرسي مبادئ الأخلاق التي ربينا عليها والتي آمنت بمبادئ الإسلام يا منادين بالإسلام الم يقل الحبيب المصطفى وهو يصف بعثته الشريفة: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" أي عجب هذا الإسلام يساوي الأخلاق إذاً!. ألم يقل الحبيب المصطفى: "إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" أليس هو القائل: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". ومعناه أن المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.
والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليس المؤمن بالطَّعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
إذاً دعوة الإسلام دعوة أخلاقية بالمقام الأول ويوم 11فبراير يوم عظيم انتصرت فيه الأخلاق والقيم الحيه والضمير.. وفي الختام: أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت وهي أننا نريد ثورة أخلاق ونريد أيضاً أخلاق الثورة.. دمتم يا أبناء اليمن الغالي من إسلاميين وقوميين ولبراليين وكل الطوائف بخير وعافية..
بشير عبد الجليل عقيل
11فبراير..انتصار للأخلاق والقيم 1088