الثورة الشبابية التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى لم تقم من اجل أسرة معينة أو من اجل فئة أو طائفة، بحيث تكون المواطنة درجات متفاوتة، ولكنها قامت من أجل إرساء مواطنة متساوية للجميع.. ضاق الشعب ذرعاً بالتفرقة المناطقية والطائفة وسيطرة جماعة أو عصابة بعينها على كامل الثروة وبالمقابل غالبية الشعب يعاني الفقر والمسغبة.
وكما أننا نرفض مطلقاً سيطرة المشايخ وجعل فئتهم فوق القانون، فإني في نفس الوقت تصيبني الدهشة والفجيعة وخيبة الأمل مما أشاهده من البعض الذي يريد استبدال الطاغية الظالم بسيد يرى نفسه افضل من الآخرين، ويتصرفون معه كعبيد يشعرون بهذا الآخر انه خير منهم، مع ثقتي أن البعض يسلك هذا المسلك ليس عن اقتناع ولكن طمعاً بالمال الذي يتقاضاه مقابل هذه العبودية وهذه الطاعة و الخضوع، فبئس المال الذي يجعل المرء يبيع نفسه وعرضه وحريته، فهل بقي لدى هذا الصنف من البشر الذي لا يستطيع أن يعيش إلا عبداً لمخلوق مثله، فهل بقي لدى مثل هؤلاء الناس بقية من عزة أو كرامة ونحن ندَّعي أننا أحفاد الملوك من نسل حمير وحاشد وبكيل ومذحج.
إن من يعتقدون أن ما يجري من استهداف لهيبة الدولة أو لأي فئة من فئات المجتمع بدافع عنصري سلالي بأن ذلك لا يعنيه وانه في مأمن من الخطر؛ فإنه واهم وسينطبق عليه المثل القائل" أكلت يوم اُكل الثور الأبيض".
علينا جميعاَ أن نقف موقفاً واحداً ونكيل لكل المليشيات المسلحة بمكيال واحدٍ؛ مكيال يرفض امتلاك السلاح المتوسط والثقيل من قبل كل المليشيات مهما كانت المبررات، مع ضرورة مطالبة الدولة بسرعة فرض هذا الأمر على الجميع تطبيقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي وقَّع عليها كل الأطراف، وعلى الجميع الوقوف مع الدولة لتنفيذ هذا الأمر الذي ليس بالسهولة تنفيذه مالم يتكاتف الجميع معها.
لتتخذ الدولة من الصراع الحاصل بين الحوثيين وقبيلة حاشد سبباً ومناسبةً لفرض هيبتها على الجميع وجزى اللهُ الأسبابَ خيراً، وحان وقت الحزم من قبل الأخ الرئيس ومساندة كل القوى الوطنية له.. ومن ترك الحزم في وقته ندم.
*عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
صراع القبيلة والسيد 1432