لدى الحوثي مشكلة أساسية فيما يتعلق بالعنف والحرب والانخراط في العملية السياسية والحوار الجاد.. وهي مشكلة مرتبطة بالجانب العقدي والفكري المناهض لحق الشعب في السلطة وللنظام الجمهوري والعَلم الوطني الذي يعتبرونه رجساً من عمل الشيطان.. جانب عقدي يؤمن بأن العنف والقتل والحرب ضد اليمنيين فرض ديني وجهاد لقتل الناس، لاسترداد حقهم في المُلك المسلوب الذي أعطاهم الله دون العالمين.. هكذا يقولون في معتقداتهم وهو أمر شائك يجعل من السخف تجاهله، وهي فكرة تمثل اعتداءً على الشعب لا تقل عن الاعتداء بالسلاح بل تمثل الجانب المشر عن للعنف والخروج على الدولة والإجماع الوطني، ويجب أن تخضع لمراجعة شجاعة ومكاشفة حتى يعطي الحوار ثماره.
وبسبب هذا الإشكال العقدي يجدون صعوبة في ترك السلاح والقتل والانخراط في العملية السياسية، خاصة عندما تغيب العقول المفكرة ذات البعد والأفق العصري السليم التي تعرف أهمية العمل السياسي السلمي وعبثية العنف والخرافة العنصرية.
لنعرف كم خسرت الحركة الحوثية والحركة الوطنية السلمية بمقتل الدكتور/ عبد الله جدبان والدكتور/ أحمد شرف الدين وتهميش أمثالهما من الذين يدركون أهمية الحوار والعمل السياسي، وإن عصر فرض الرأي والمعتقد بالسلاح ولّى وراح ولا يمكن أن يحدث.. وأن التمسك بالسلاح على هذا النحو المناهض للدولة والمجتمع إنما يشكل أكبر إدانة لهذه الجماعة المضطربة عقدياً وسياسياً ووطنياً، ويضع الدولة والمجتمع أمام واجب وطني مُلح وهو نزع السلاح الثقيل وحل المليشيات كشرط لبناء الدولة اليمنية وإنقاذ الجمهورية والشعب من المشاريع التدميرية والحروب الأهلية والدولة من الفشل.
وأعتقد أن أول أولويات مخرجات الحوار هو نزع السلاح الثقيل والمتوسط من كل الأطراف وحصرها بالدولة وجيشها الوطني, وقبلها إنهاء وتجريم المليشيات المسلحة، والتي تعد جيشاً موازياً لجيش الدولة بما فيه من مخاطر وخيانة وطنية.
أحمد عثمان
إشكالية العنف والمليشيات 1439