وأخيراً يمكننا القول انتهى الحوار الوطني المستمر منذ أكثر من 9 أشهر والذي تحول في الفترة الأخيرة إلى عبء ومشكلة في حد ذاتها بعد أن حاولت قوى الثورة المضادة على إفشاله والحيلولة دون نجاحه أو لنقل التوصل إلى مخرجات توافقيه تشكل نقطة الانطلاقة نحو التحول الديمقراطي, والسعي إلى الدولة المدنية دولة الأمن والاستقرار دولة النظام والقانون والتعايش والتوائم الاجتماعي الذي يسعى إليه اليمنيون بكل شرائحهم وطوائفهم التي ملت من الصراعات طيلة القرن الماضي وصولاً إلى يومنا هذا, ونحن مازلنا نعاني من انقسام وفوضى والكل يعلم أن المرحلة السابقة ومنذ خروج العثمانيون في 1918م مروراً بثروة الدستور في 1948م وانقلاب 1955م الفاشل والثورة 1962م وصولاً إلى الصراعات التي تلت الثورة والمتمثلة في عزل الرئيس السلال في 1967م وانقلاب الحمرى عام 1974م وكذلك جنوب الوطن بعد طرد المستعمر البريطاني وسيطرة الاشتراكيين على الحكم في جنوب الوطن حكمهم الماركسية السياسية التي سعت إلى إقصاء كل القوى القبيلة والمخالف لها وأسلوب الاشتراكيين الدموي الذي أدخل الجنوب في صراع وبالتالي أدى إلى فشل قيام دولة في الجنوب أدى إلى الهروب إلى وحدة غير مدرسة ـ لست ضد الوحدة ـ كان من الأولى القيام بوحدة حقيقية وليست ارتجالية ونحن اليوم نعاني من تركة الفظامين السابقين سواءً قبل الوحدة الاشتراكيين في الجنوب أو صالح في الشمال وما الثورة الشبابية إلى عملية تراكمية أدت إلى انفجار بوضع في اللحظة التي بدت مناسبة وليست كما يصورها البعض على أنها مؤامرة واستناداً إلى ما سبق يمكننا الجزم أن الشعب اليمني في صراع دائم منذ عقود طويلة مع اليأس من الوضع القائم وبين الأمل الذي ما زال يشع في أرواحنا نتيجة إرث تاريخي من الحكمة ساعدنا على بقاء عقولنا تعشعش على فتات التفاؤل المصطنع ومن هذا المنطلق أقل بكل صراحة لسنا شعب يحظى بعناية إلهية والله يعلم كم في إمكانيتنا ويكون لطفه بنا بناءً على ذلك، في هذه اللحظات التاريخية وبعد إقرار وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار تبتهج أرواح الشعب اليمني التواق لعيش كريم صحيح أن كواهلنا مستقلة بكدح البحث عن ضروريات الطيش لكننا نؤمن أن الصر لا يغلب عسرين ودائماً نوحي إلى ارتشاف أي بصيص للضوء وتستثمره في إذكاء وجباننا بمشاعل الحكمة ونزرعه ورود وأزهار علّها تسهم في تحمل جراحات وطنٍ تتنازعه قوى ظلامية كثيرة كلها تسعى إلى الوقوف في صف اليأس والألم علهما يتغلبان على الأمل والتفاؤل في عقولنا وقلوبنا، يعد هذا الحدث المتمثل في إقرار الضمانات التي تعني بالنسبة لنا بداية نحو الانطلاقة في تحقيق أهداف الثورة بعد هذا وبعد اغتيال عضو الحوار عن أنصار الله، د/أحمد شرف الدين انسحب الحوثيون ورفضوا الضمانات وعللوها بالحكومة الفاشلة التي لا تستطيع تنفيذ الضمانات فضلاً عن حماية المواطنين طبعاً الكل يعلم أن الحوثي يسعى إلى التمرد على المخرجات بكل وسيلة وكانت طريق الأولى جر الجيش إلى حرب معها لكنها فشلت واليوم تعمل على توظيف الحدث هذا سياسياً وتتحدث عن وثيقة غير مشروعة حقاً إن هذه البذرة الخبيثة هي العدو الأول للجمهورية وللثورة وهذا نوائي إلى شباب الثورة عليكم السعي إلى إسقاط قناعها وحماية ثورتكم أيها الشباب الطاهر الثائر.
محمد المياحي
في وطني..الابتهاج يصارع الألم.. 1545