تناقلت وسائل الإعلام الصورة للسكان في منطقة دماج وهم يغادرون ديارهم ويجمعون أمتعتهم ومعهم نساء وأطفال نزولاً عند إرادة جماعة المسلحين الحوثيين وتزامناً مع حلول ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحوثيون والتهجير القسري
يشعر الكثير من اليمنيين بالصدمة جراء قيام جماعة الحوثيين المسلحة بالتهجير القسري لمواطنين يمنيين أو مقيمين من ديارهم في منطقة دماج والذي يعد في القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية وقد نسفوا بيوتاً من قبل وأحرقوا منازل مع سكانها وهاهم يخرجون الألوف من ديارهم وهاهم الذين أٌخرجوا من ديارهم مشردون.
إنه عمل من أعمال العصابات حين تحل محل الدولة وتمارس سلطة غير قانونية.
التمييز العنصري يولد تمييز
إن منطلقات الحوثيين القائمة على التمييز العنصري والاعتقاد بالتفوق السلالي يجعل التمييز ضد المختلف معهم مسألة تلقائية وسلوك طبيعي إنه سلوك ناتج عن فكر واعتقاد ليس أسوأ منه إلا ممارسته باسم الإسلام وقرابة الرسول صلى الله عليه وسلم, إنه عدوان على الإنسان وعدوان على الإسلام ذات الصورة, على الرغم من الأهمية التي يوليها الشيعة للصورة ورفعهم لصور الأشخاص بما لا يفعله أتباع أي ملة حتى الوثنيين وعلى الرغم من عنايتهم بالإعلام وتسجيل حضور إعلامي مكثف على الرغم من ذلك كله إلا أن الحوثيين دأبوا على رسم صورة غاية في التنفير منهم ويثبتون أنهم خارج الزمن.
عبادة الفرد: والمولد لتسويقه
السيد/ عبد الملك, كلمة السيد أبعاد ودلالات خطاب السيد مع صور السيد لا يوجد إلا السيد هو كل شيء السيد معصوم ما يقوله حقاً مطلقاً السيد لا يخطئ أبداً كلمته مقدسة وذكره عند أتباعه أعظم من ذكر الله تعالى والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يجب أن يوظف في خدمة السيد والترويج له ويغدو الاحتفاء ليس بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم بل بخطاب السيد وعظمة الخطاب والرسائل التي يحملها.
استحالة التعايش
أصل الفكرة إقصائية استئصالية لا تقبل حدود دنيا من التعايش فهم أنصار الله وغيرهم كفار [قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ] وهم الحق الذي لا يقبل العيش مع الباطل قاتلوا السلفيين وهم في حكم المستضعفين ثم قرروا الفضيحة الكبرى إخراج السلفيين وتهجيرهم كما تم تهجير اليهود من قبل وهم أيضاً في حكم المستضعفين فأي صورة يرسمونها إنهم مثل" صرب البوسنة وبوذيي بورما" بل يخرجون أناس من ديارهم كم فعل اليهود في فلسطين ومع ذلك يسعون لأن يملكوا اليمن مع تواطؤ إقليمي بتوجيهات دولي ولا يدرون مدى استعداد اليمنيين لكبحهم وعدم إمكانية قبول الشعب بجماعة دعوتها عنصرية تحتقر الشعب وتصفه بالعمالة واستباحة الدماء والممتلكات.
محاولة التوفيق بين متناقضات
لم ولن يستطيعوا أن يجمعوا بين قولهم إنهم يقبلون التعايش وبين فعلهم بقتل وتهجير من يختلف معهم بين الإمام الذي ولايته إلهية وبين الانتخابات التي تعبر عن إرادة الشعب يستحيل لكنهم يصرون يعتقدون أن الشعب قابل للتضليل إن العالم قد تغير.
تشويه صورة الإسلام: أبو لهب المعاصر
شعاراتهم من الموت واللعن غدت طقوساً وينطلقون من أعراف وتقاليد جاهلية محضة، الإسلام رسالة مطلوب تبليغها للناس كافة وليست دعوة لهلاك أمم ولعن تقاليد ثأرية انتقامية من المسلمين وغيرهم إنهم أبو لهب العصر إنهم يفعلون كأبي لهب كان يذهب وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول للناس إنه ابن أخي لا تصدقوه إنه كذاب وهؤلاء لسان حالهم لا تصدقوا أن الإسلام يدعو للحرية إنه يعبد المسلمين للسيد ولا تصدقوا أن الإسلام رحمة, إنه لا يقوم إلا على الدماء والأشلاء إنه ليس حتى رحمة للمسلمين فكيف يكون رحمة للعالمين.
الأحقاد والضغائن
ينطلقون من أحقاد وضغائن حتى أنهم مصابون بلوثة نفسية جماعية من حقد على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الحاضر الراهن والمستقبل يورثون لأجيالهم الكراهية والعداوة والبغضاء أكثر من تعليمهم أي شيء ينفعهم إنهم مرضى وليس لهم كما يبدو من شفاء إنهم يخوضون بأتباعهم من البسطاء حروباً واسعة ولا يأسفون على من يقتل ولسان حالهم نقتل اليمنيين باليمنيين وخسائرنا محدودة أي لا قيمة للإنسان كان من شيعتهم أم من عدوهم ما دام ليس من الأسرة إنها أحقاد على البشرية كلها, يعلمون سلفاً أن أفعالهم تصد عن سبيل الله وأن السعي لمعرفة الإسلام غير ممكن مع صورة فحواها أبناء النبي – كما يدعون - يقتلون متبعيه وأهل العناية بحديثه.
إثارة للسخرية
إنهم لا يشعرون بأي حرج وهم يمارسون ما يثير السخرية ويجعلهم في عداد المجانين ذوي العاهات العقلية يصرخون الموت لأمريكا ويقتلون أهل اليمن ويعملون على تحقيق أهداف القوى المعادية للأمة بإحياء الطائفية والسعي لتفكيك الدولة وتجزئتها, هكذا هم العالم يسخر منهم لكنه يتواطأ معهم لتحقيق أهدافه بجهودهم كما فعل بـ [أشراف مكة ] استخدمتهم بريطانيا لإسقاط فلسطين ثم أعطتهم الفتات .
إنهم من أدوات إضعاف اليمن وإبقائها في دوامة لا يريد خصومها الخروج منها بالنظر إلى إمكاناتها الضخمة وتاريخها العريق.
الوساطة
إن السلطة تعبر عن ضعف الدولة وتغري الجماعات المسلحة بالمزيد من التمرد حين تبعث لجاناً ووساطات لكنها في دماج سقطت بطريقة مكشوفة لا توجد دولة تعطي غطاء لجماعات مسلحة لتهجير مواطنيها، إن السلطة حينئذ تكون شريكاً في الجريمة مرتين إنها مسئولة عن حماية المواطنين، وعجزها عن حمايتهم جريمة أما أن ترعى اتفاقاً للتهجير القسري فإنها جريمة أكبر.
محمد الغابري
التهجير القسري للسلفيين..والصورة التي يشكلها الحوثيون 1239