مسكينة الثورة.. (ثورة الربيع العربي) احتفينا بها وهللنا، ولكن هناك ممن فقدوا مصالحهم لا يعجبهم التغيير, جماعة (لا تشلوني ولا تطرحوني) لا يودون نجاح الثورة بقصد أو بغير قصد بعلم أو بجهل تحولوا إلى مجموعة مضادة تعرقل تحرك الثورة إلى الأمام..
أغلبنا تذكر فجأة أن له حقوقاَ ضائعة منذ أكثر من 30 عاماً سواء في الشمال أو الجنوب فتحرك على الفور لاسترجاع ما ضاع من حقوق (أراضي+ عقارات) وغيرها دون أن يعطي الفرصة للدولة لترتيب الأوراق..
كثيرون تخيلوا أن قيام الثورة (ثورة الربيع العربي) معناه أن كل شيء سيصبح تمام التمام وأن العجلة ستعود لتدور فوراً في الاتجاه المعاكس لاتجاه حكومة الوفاق..
لكن المحاصصة أخربتها.. غلبت الأوراق ولم نشاهد إلا قلة قليلة من أعضاء الحكومة لا توجد علامة استفهام بشأنهم وأن الثورة سوف تحاسب كل فاسد مرتشي أمتهن العمولة في إنهاء كل معاملة الغير.. وأن الرواتب سوف تتحسن والوظيفة سوف تتوفر والكهرباء لن تظل باستمرار في حالة انقطاع.. كل هذا أصبح مطلوباً تحقيقه في غمضة عين في الوقت الذي تراخى فيه الجميع، وأنشغل في العمل بالتظاهرات والوقفات الاحتجاجية حتى تعطلت حركة- أنتاج العمل وعدم توفر الأمن والاستقرار وجلب الفوضى وكادت الدولة أن تفلس نتيجة للخسائر التي تتكبدها- بإهدار النفط في الرمال لنسفها وإحراقها وكذا تحطيم أبراج الكهرباء كل هذه الأعمال الشائعة المحزنة والمخزية من قبل مجموعة خارجة على القوانين المتخلفين التي لا تزال تعشعش في أذهانهم الهمجية (همجية القبيلي- ومن ما يقرح يقرح).. هذه السلوكيات والأفكار لم يكن هذا وقتها.
الأسوأ أنها عطلت حركة أهداف وأعمال الثورة وجعلتها تتوقف عند النتائج التي حققتها الجماهير من خلال الاعتصامات في شوارع العاصمة بإسقاط وإنهاء النظام السابق كبقية الربيع العربي, الأسوأ والأسوأ أنها حبست تلال المشاكل والقضايا المزعجة التي لا تنتهي, ولكن الأمل يحذونا من أن للبداية نهاية وسوف نخرج من النفق المظلم بإن الله من خلال ما توصل إليه المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني الذي يوشك على إنهاء جلساته التي امتدت عشرة أشهر, وكل أبناء الشعب اليمني والأخوة العرب والأصدقاء الأجانب في انتظار قراراته وتوصياته التي تعتبر (مربط الفرس) كل قضايا البلاد والعباد المستعصية.. وإننا لمنتظرون.
أحمد عبدربه علوي
إننا لمنتظرون 1294