لا أملك إلا أن أدين التهجير القسري لسلفيي دماج وإلا أن أعدّه جريمة ضد الانسانية، طالما حلمت خلال ما مضى من الفترة الانتقالية ودعوت بأن تتحول جماعة الحوثي من جماعة طائفية مسلحة الى جماعة سياسية سلمية، كنت ولا أزال أخشى أن يستدعي عدم حدوث ذلك التحول إلى نشوء جماعات مذهبية مسلحة أخرى كرد فعل حتمي، حينها سيكون الأفق في اليمن مفتوحاً فقط على جماعات مذهبية مسلحة تقول الخطاب السياسي عبر الفتاوى ومنابر الخطابة، وتزاول الفعل السياسي عبر فوهات بنادق ومدافع مسلحيها، عندها فقط تموت السياسة ومعها فرص نشوء المجتمع المدني وقيام الدولة الوطنية.
أعود فأنبه أن طرد دار الحديث ونقله إلى الحديدة وهو المركز السلفي الوحيد الذي تبقى بصعدة بعد استبدال كافة خطباء مساجد السنة هناك والقائمين عليها بآخرين يعينهم الحوثي من مذهبه بقوة السلاح، يبدو لي أن نقل دار الحديث جاء بعد مفاوضات دبرت بليل وتم رعايتها من قبل أطراف خارجية تسعى إلى فرز اليمن وتقسيمها طائفياً، أكاد أسمع رعاة التفاوض يقولون للحوثين "لكم صعدة وما جاورها" وللسلفيين "لكم الحديدة وكل المحافظات في الجوار"، ربما قالوا للطرفين أيضا قلوبنا وإمكاناتنا معكم وأفواهنا مع المتحاورين في موفنببيك..
هكذا تبدو لي الفاجعة الآن ماثلة أراها رأي العين:
الطائفيون يقررّون مستقبل اليمن خارج أروقة مؤتمر الحوار وجلساته، في ظل فشل النخبة السياسية المتصاعد داخل موفنبيك وخارجه.
توكل عبدالسلام كرمان
التهجير القسري لسلفيي دماج 1422