في الوقت الذي يتطلع فيه الشعب اليمني بأكمله إلى لحظة وئام شامل واتفاق سياسي لائق بالمرحلة الحضارية التي يعيشها الوطن, يحاول البعض إلهاء الرأي العام عن مثل هذه القضايا المصيرية بقضايا أخرى ثانوية قد يكون لها أهداف وتوجهات أخرى، لكنها لا ترقى إلى مستوى الولاء الوطني والهم الإنساني الذي يجب أن يأخذ مكانه في مساحة الرأي المحلي.
آخر تلك القضايا التي طالعتنا بها مواقع الاتصال الاجتماعية قصة الحب الساخنة بين الشابة السعودية (هدى) والشاب اليمني (عرفات)، والتي صورتها مواقع التواصل أو بعض المهتمين بالحب على تلك المواقع صوروها بقصة الحب التي تجاوزت الحدود الجغرافية والعروف الإنسانية والسياسات الإقليمية لتحظى بمباركات على مستوى عالٍ من الأهمية في الوسط المجتمعي والإعلامي.
ولكنني لا أتفق مع هؤلاء في عدة أمور من أهمها، أن هذه القصة ستكون دافعاً لضعفاء النفوس من الجنسين لإشهار قصص الحب الصامتة وتحوليها إلى واقع مفروض على الوسط الأسري والمجتمعي باستخدام الضغوط ذاتها وللوصول إلى النتيجة نفسها.
وبالإضافة إلى ذلك أنه وبهذه الطريقة سيتم تحويل أنظار الجيل عن من يستحق أن يكون قدوه إلى من لا يستحق ذلك, وهذا سيتسبب في انحراف الكثير من شبابنا وشاباتنا صوب ثقافات متهاوية لا تشبه ثقافتنا ولا توائم معتقداتنا الدينية، كما أختلف معهم في تحويل قصة كهذه إلى قضية رأي عام, وتضمينها لرؤى سياسة واجتماعية نرفضها في حالة السلم فكيف بناء ونحن على هذه الحال من الحيطة والحذر.
وبالرغم من أنني أعترف بحق الإجارة التي طلبتها الفتاة بل وأعزز من الاستجابة لها إلا أنني لا أحبذ أن تكون إجازة حق أراد بها أصحابها الباطل! كما أن عتبي لا أصبه فقط على من يحاول الاصطياد في الماء العكر فقط، وإنما يمتد أيضاً إلى أصحاب المال والأعمال الذين لم نجدهم أمامنا حين تحدثنا عن أطفال الشوارع وتحول هذه المشكلة إلى ظاهرة في تعز حتى يبلغ عددهم في ثلاث مديريات فقط ألفان ومائتي طفل يعلم الله وحده كيف تستغلهم أصحاب الخلايا الإرهابية واللاأخلاقية في داخل المجتمع وخارجه.
ولم نجد استجابتهم حين أعلنا ولا نزال نعلن عن العديد من حالات مرضية مستعصية تحملها مناكب الحف كل أسبوع دون جدوى صحيح أن بعضهم استجاب في أكثر من قضية لكنها كانت استجابة آنية ومؤقتة ولا ترقى إلى مثل هذا النزف في العطاء إن صح لي استخدام كلمة الترف، لكنني استخدمتها على سبيل المقارنة مع ما تم تقديمه لامرأة إلى جوارها عشرة أطفال بلا منزل ولا طعام ولا عائل.
لهذا قلت إنه لا وقت للحب اليوم لأننا في ظروف اقتصادية وسياسية لا تمنحنا فرصة للحب ونحن في حجراتنا الخاصة فكيف بهؤلاء؟.
ألطاف الأهدل
مش وقت الحب 1547