في هذه اللفتة لن أتحدث عن أحداث مؤقتة تجرى في بلدنا الحبيب ولا عن قضية سياسية يتشابك فيها السياسيون، سوف أتجه نحو قضية ذات بعد ثقافي اقتصادي وتدور حول علاقتنا نحن البشر جميعاً بالأشياء الحديثة والتقنية المتراكمة يوما بعد آخر من المهم أيها الأخوة أن نتخطى بنظرتنا إلى التطورات المتسارعة في عالم الصناعة والإنتاج من النظر الجزئية السطحية السلبية والتي تتمحور حول المظهر والشكل بدلاً من المضمون والمردود من هكذا علاقة نقيمها مع الصناعات الحديقة في هذا الإطار أود أن أشير إلى أننا نعاني من رق ثقافي وتبعية مطلقة على درجات متفاوتة هذه التبعية للدول المتقدمة تقدم على الشعور بالحاجة والافتقار والعوز لما يصدرونه لنا كل شيء ابتداءً من التكنولوجيا التي هي وانتهاءً بملابسنا وأشياء استخداماتنا اليومية.
نحن نعرف عن الناس على مدار التاريخ كانوا ينتجون ما يحتاجون أما اليوم فإن الأمر قد أختلف جذرياً فالدعاية والإعلان التجاري يحفزان الناس على استهلاك كل شيء بطريقة جنونية وذلك من خلال خلق الشعور بالحاجة ولهذا فإن على الشاب أن يضل في علاقة دائمة بكل ما ينتجه الغرب، هذا حسب رغبة الشركات المصنعة، ونحن نستجيب لكل ما يطلب منا خذوا على سبيل المثال (أجهزة الجوال) والإنفاق سنوياً لدى كل مواطن وأسرة في بلدنا العربية وفي اليمن على وجه التحديد أن الاستهلاك والإنفاق على تحديث الهاتف النقال للأشخاص واستبداله بطراز جديد، وهكذا رمى الجوال القديم في نظر الشاب اليمني واقتناء نوع جديد ومع كل صدور جديد تجد الشاب مبهور بالتقنية الحديثة، وإن كانت لا تختلف كثيراً عن الجهاز القديم اللهم إلا ببرنامج جديد لا يضيف شيئاً إلا ضياع للوقت دون جدوى.
هذا الاندفاع والتهور لدى الشباب على الحصول على كل ما ينتجه الغرب يجعل منا أناس مكبلين ومقلدين بكل شيء لدى الغرب ومن هنا نصبح في حال يرثى لها من النهم والشهية لكل ما لدى الأخرون، وهذا يزيد الطين بلة والوضع الاقتصادي تعقيداً وتدهوراً نظراً للصرفة الكبيرة وتبديد رأس المال الوطني في أشياء لا تعود علينا بالفائدة الأولوية التي نرجو تحقيقها.
نحن بحاجة إلى تدريب وتعليم وفرص عمل ولهذا لا بدمن الحفاظ على دخل الفرد وإنفاقه الضرورية وأن نحرص على الادخار وحتى تستطيع أي بلد تحقيق تنمية 5% يحتاج إلى أن يدخر من ناتجة القومي في حدود 30% بالمائة وهذا يحتاج إلى أن ننفق بعقل واتزان نحن بحاجة إلى كبح جماح الاستهلاك اللا جدوى منه والذي نلجأ إليه لتعويض الامتلاء الروحي والفكري لدى الشباب اليوم الذي أصبح مبهوراً بالحضارة التافهة والجوفاء و التشكليه, وقديماً قيل "استغناؤك عن الشيء خير من استغناؤك به".
محمد المياحي
الرق الثقافي لدى الشباب اليمني 1477