المتابع للمواقف المؤتمرية في الحوار الوطني وتجاه القضايا المطروحة للنقاش ابتداءً من القضية الجنوبية ومروراً بشكل الدولة ونظام الحكم وكذلك موقفه من الحكومة وإدارة الرئيس هادي والتمديد وانتهاءًَ بتعامل إعلام المخلوع مع الهبة الحضرمية، المستقرئ لهذا كله, يدرك الازدواجية في التعامل بين قضايا الوطن الواحد، صالح سيتباكى على الوحدة ويتناسى أنه هو من أفشلها وهدد وجودها يتخذ هذه القضية للمزايدة الإعلامية الاستهلاكية واللعب بعواطف الشعب وكذلك تصوير المؤتمر وقادته أنهم هم الوحدويون وكلك تغطية على أعمالهم الانفصالية وإجراءات النهب والسلب والتهميش والإقصاء لكل أبناء الوطن الذين ظلوا ردحاً من الزمن تحت وطأة كل القمع والإرهاب من قبل الدولة.
لكن الملفت هذه الأيام تباكي صالح وأزلامه على الوحدة في الوقت الذي يعمل إعلامه نداً بجانب الإعلام الانفصالي تصريحات ضد الدولة الاتحادية ووصف للوثيقة الموقعة أخيراً بالخيانة والتغذية الإعلامية للانفصال بكل الإمكانيات المتاحة, هذا هو النفاق السياسي والانتهازية الممارسة من قبل صالح هو من أذل الجنوبيين وسرق وطني وأستبد وعمل على تأميم ممتلكات الدولة القائمة آنذاك والاستيلاء على منازل المواطنين ومقرات الحزب الاشتراكي ومؤسسات الدولة لصالح قوى الفيد والسطو القبلي والعسكري.
ما أريد قوله هنا أن الشعب لم ينسى ولن ينسى العهد الأسود الذي حكم فيه صالح, لكن المستغرب هنا هل نسى صالح ممارساته العقيمة تجاه أبناء الشعب؟، أم أنه يتناسى ويذهب أبعد من ذلك في تصوير القوى السياسية التي تتحمل التركة الثقيلة لفساد صالح وقوى النفوذ التي حكمت معه؟.. المؤتمر يتهم الحكومة بالفشل راجياً بهذا الاتهام لعب دور المعارضة غافلاً أو متناسياً أنه يمتلك نصف الحكومة وفشلها يعني فشل المؤتمر نفسه وتملكه أغلب المؤسسات التنفيذية وكثيراً من المكاتب وكذلك ما زال لديه نفوذ قبلي وعسكري كبير وبرغم هذا كله الحكومة فاشلة في نظر حزب المؤتمر.
صحيح أن الأداء ضعيف من قبل الحكومة لكن السبب هو قوى الثورة المضادة التي تعمل جاهدةً من أجل أن يتذكر المواطن عهدهم البائد ويفضله على الوضع الحالي.. إلى زعماء المؤتمر "قد خبرناكم كثيراً فلم تعد هذه الوسائل الخسيسة التي تتخذونها تنطلي على الشعب" الذي بات أكبر بكثير مما تتصوروه.
محمد المياحي
اسمع... كلامك يعجبني, أرى أفعالك أتعجب!! 1428