ها هي الحقيقة بكل تفاصيلها ولأول مرة تظهر أمام الشعب اليمني, حتى يعلم الجميع خطورة الوضع الذي نعيشه على كف عفريت سياسي يعبث بكل ثوابتنا الوطنية بلا خوفٍ أو تردد. حادث مبنى الدفاع الذي أثار مشاعرنا وحطم ما تبقى من أطلال قلوبنا دفعنا للتساؤل أكثر حول مصيرنا في اليمن كشعب لا يملك الكثير لكنه يملك السلاح!
كيف سيتجاوز الوطن محنته في ظل هذا العنف؟ وكيف تحولت الفترة الانتقالية إلى فترة انتقامية؟!.
إن ما التقطته كاميرات المراقبة في مبنى مستشفى الدفاع لم نره إلا في أفلام العنف التي ننساها بمجرد ضغطة زر واحدة, لكن حين تكون هنا في هذا الوطن ومع أهلنا وإخواننا وأخواتنا يصبح الأمر في غاية البشاعة وأبعد ما يكون عن الإنسانية, إنها الصورة التي ستظل عالقة في أذهاننا باليمن وأرض اليمن وتراب اليمن..
هؤلاء ليسوا إلا وحوشاً ضارية وأرواحاً شيطانية سكنت أجساد بشر تستخدمهم أيدٍ خفية نسأل الله أن يقطع دابرها ويحرق أوصالها ويشتت شملها.
اليوم أصبحت المؤسسة العسكرية والأمينة مسرحاً للجريمة بعد أن كانت إلى وقتٍ غير بعيد مسرح الأمن والطمأنينة وحماية الوطن. ها هي السياسة تشوه صورة الغد من جديد وهي تعبث بأرواح بريئة لم يكن لها ذنب إلا أنها هنا في اليمن, إما تعيش أو تعتاش فبين هذا أو ذاك يقضي الشعب بأكمله حياته الدنيا. إن هذا العمل الإجرامي المنظم لم يهدف فقط إلى زعزعة الأمن والقضاء على ما تبقى من الثقة في نفوس الناس بالمؤسسة الحامية للوطن والذائدة عن محارمه, بل إن تشتيت التوجهات والرغبة في خلق فرص جديدة لممارسة العنف وفق طابع رسمي وموجه هو ما سعت إليه جماعات الإرهاب مؤخراً سواء كانت القاعدة على رأسها أو لم تكن.
لقد أرادت هذه الجهات أن تكون مفتاحاً للغزٍ جديد تنشغل به أجهزتنا الأمنية ليخلو الطريق أمام الأولى لممارسة مثل هذه المجازر البشرية تمهيداً لحقبة سياسية جديدة يعلم أصحابها أنهم مرفوضون من قبل الشعب شكلاً ومضموناً. يبدو أن من يهمهم بقاء اليمن في مربع العنف بدأوا باستغلال كل طاقاتهم وإمكاناتهم لتوجيه الحربة إلى صدر الوطن لكن عبر آخرين من أهل التطرف والجنوح عن جادة الصواب, فما معنى أن يكون لهؤلاء القتلة وجود في اليمن؟!
ولماذا اليوم تحديداً بعد أن أصبحت علاقة الجوار في قمة التعقيد السياسي والاجتماعي. إن الخضوع لإمكانية التواطؤ في أجهزتنا الأمنية أمر لا يمكن استيعابه, لكن يبدو أننا سنواجه الحقيقة على مرارتها ونجزم بأن من بيننا من يخون الوطن علناً, ومن بيننا أيضاً من لا يقبل الاعتراف بذلك.
*اللهم ارحمنا واشملنا بعطفك فإن منّا من أنت أعلم بصفاء نيته ونقاء سريرته وحبه لك ولنبيك الكريم يا من قدّرت فرحمت وقضيت فلطفت.
ألطاف الأهدل
مرحلة انتقامية! 1521