ما هو الحوار ومن هم الذين تم اختيارهم ليكونوا الممثلين المعتمدين لكل فئات الشعب وشرائحه ومكوناته وأحزابه؟! ما هي النسبة الحقيقية لنجاح مخرجات الحوار؟ من هو المسئول عن عرقلة التوقيت المرتقب لمخرجات الحوار؟! ماذا يعني انسحاب البعض من ساحة الحوار وماذا يعني وجود توصيات خارجية على طاولة الحوار؟!
إلى أي مدى يمكن الإيمان بمخرجات الحوار وإنزالها على أرض الوقاع بصيغتها التنفيذية؟ وهل نحتاج لحوار آخر يهتم بتطبيق الجانب النظري للحوار؟ كيف تحولت الوساطة الدبلوماسية بين الأطياف السياسية في اليمن إلى طرف ثالث؟!.. أليس من الجُرم أن تبقى بعض قضايا الوطن الهامة معلقة وقد كان الحوار باباً لإيجاد مخرج منها؟.. كيف يجرؤ بعض المحاورين على التغني بفيدرالية جغرافية ولم يتم الاتفاق بعد على مسودة نهائية لقضايا الحوار الوطني؟ من أين يمكن أن نبدأ الحديث عن الحوار في حلقة استثنائية على طريقة الاتجاه المعاكس إذا كنا نفقد الآلية الصحيحة لتحديد الاتجاه الآخر؟..
أسئلة كثيرة لابد من طرحها بقوة على طاولة الحوار في ساعاتها الأخيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكثير من التوصيات سيبقى خارج دائرة التطبيق نتيجة لوجود الهوة المزمنة بين متطلبات الواقع الأساسية وما يمكن أن يطرحه الحوار من متطلبات استثنائية لتوفير المناخ الملائم لمخرجاته المنتظرة، وإذا كان من الممكن تصويب الواقع الافتراضي الذي انطلقت منه المبادرة، هل يمكن بالتالي تصويب مواقفها المتحكمة من نتائج الحوار المعلق بين سمائها الملبدة بالمصالح وأرضنا التي لم تعد صالحة لغرس بذور حوار آخر؟! لقد أصبح جلياً أن المنتمين للحوار ليسوا إلا صورة من أعضاء مجلس النواب الجديد الذي لم يكتمل نصابه انتخابياً وفق تقسيم جغرافي محدد، وإنما اكتمل نصابه وفق رؤية شعبية موحدة، لكن المشكلة أن يكون هؤلاء مثل أولئك في السعي لإثبات هوياتهم الحزبية وهنا قد نقرأ على الحوار السلام، بقي القليل لتنطوي صفحة المواجهة التي حظيت بها أطراف النزاع السياسي في الوطن، فما هو الهامش الذي أفرزته هذه المواجهة؟ هل يمكن أن يقرأ الشعب هذه الصفة دون وجود علامات استفهام أو جمل اعتراضية يمكن أن تعيق استيعاب النصوص الوطنية بشكلها الجديد؟ نأمل ذلك، لكننا نأمل أكثر أن يتطور مستوى استقراء الواقع السياسي من قبل الشعب أيضاً بفصائله المختلفة.
ألطاف الأهدل
الحوار على طريقة الاتجاه المعاكس 1481