;
خالد الشودري
خالد الشودري

إلى المطالبين بالاستقلال الثاني.. هل أنجزتم الاستقلال الأول؟ 1319

2013-12-05 19:10:41


قامت ثورة الرابع عشر من أكتوبر لأجل التحرر من الاحتلال والتدخل الأجنبي و تمكين الإرادة الشعبية من تقرير مصيرها وإنهاء الهيمنة وحالة التمزق والتشرذم التي كانت تشهدها مدن وقرى الجنوب، وتوجت كل هذه النضالات بتحقيق الاستقلال المجيد في الـ30 نوفمبر 1967م، برحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن.

ولا شك أن الدعم والمساندة الذي تلقته ثورة أكتوبر من ثوار الشطر الشمالي كان طبيعياً خصوصاً إذا ما عرفنا أن مفجر ثورة أكتوبر الشهيد غالب بن راجح لبوزة عندما استشهد على يد جنود الاحتلال البريطاني كان عائداً من مواجهات في محافظة حجة ضد فلول الملكيين في ذلك الحين، لكن الأمر على ما يبدو كان أعمق من ذلك, فعلى مر التاريخ كان أكثر ما يجمع اليمنيين هما شيئين اثنين، أولهما طرد الغازي الخارجي، وتوحيد الأراضي المجزئة وإنهاء الشرذمة، وهو تماماً ما حدث في ثورة أكتوبر حيث تكتل جموع الثوار شمالاً وجنوباً حول ركيزتين أساسيتين لأي مشروع وطني يمكن أن يقوم في اليمن (طرد الاحتلال الأجنبي، وإنها التشرذم)، وهذا ما تحقق إبان الاستقلال المجيد في نوفمبر 67م.

ومن نافلة القول أن الاحتلال البريطاني رغم مكوثه 129 عاماً لم يفلح في تقسيم الهوية وتمزيقها، بل كانت عقيدة الثوار النضالية مبنية على إنهاء التشرذم بعد طرد المحتلين.. وهنا قد يبرز لنا تساؤل منطقي: هل أنجزنا الاستقلال الأول؟.

إن المتتبع للسياق التاريخي قد يكتشف أن الرافعة الوطنية لأي مشروع (طرد المحتل وإنهاء التشرذم)، قد تحققت بخروج الاحتلال البريطاني وتوحيد الجنوب بإنهاء حكم السلطنات والمشيخات، ومن ثم توحيد اليمن في عام 90م..

لكن بقية المشروع الوطني التي قامت من أجله ثورتي سبتمبر وأكتوبر و الذي كان من المفترض البدء به بعد الاستقلال، من ترسيخ دعائم العدالة الاجتماعية وبناء دولة المؤسسات ودولة النظام والقانون الدولة المدنية الحديثة، قد وقع ضحية لصراعات الأنظمة الحاكمة في الشطرين فيما لو كانت سخرت تلك الجهود لصالح المشروع الوطني لكنا أنجزنا الكثير من استحقاقات اللحظة التاريخية والاستقلال الوطني الذي انتكس، وانتهت مآلاته إلى أنظمة شمولية وأخرى عائلية أسرية تعاملت مع اليمن على أنها عزبة مملوكة.

لقد مثلت ثورة الشباب الشعبية السلمية التي اندلعت في فبراير 2011م، بارقة أمل يمكن من خلالها بعث المشروع الوطني من جديد برافعته (طرد المستبدين، وإنهاء التشرذم)، حيث توحدت جموع الشعب على طرد المستبد وإنهاء التقسيم والشرخ الاجتماعي الذي صنعه النظام السابق، والبدء على تراكمات ورصيد نضالي ضخم خاضه اليمنيون شمالاً وجنوباً لاستكمال المشروع الوطني الكبير، وكما كان الجنوب والجنوبيين هم حجر الزاوية في تنفيذ المشروع الوطني الكبير في الثورتين الأم سبتمبر وأكتوبر، يعيد الزمن نفسه ليكون الجنوبيين من جديد(أحفاد لبوزة) هم رواد هذا المشروع وبناته الحقيقيون ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، في بناء وتشييد دعائم الحكم الرشيد والمواطنة المتساوية، باعتبارها استحقاق تاريخي لم ينجز بعد للاستقلال الأول في 30 نوفمبر 67م. 

إهداء إلى المحتفلين بذكرى الاستقلال:

أهداف ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة

1- تصفية القواعد وجلاء القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط.

2- إسقاط الحكم السلاطيني والتي يصنف بأنه رجعي.

3- إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية.

4- استكمال التحرر الوطني بالتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية.

5- إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور.

6- بناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته.

7- توفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء.

8- إعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسئولياتها الاجتماعية.

9- بناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة وأهدافها.

10- انتهاج سياسية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز بعيداً عن السياسات والصراعات الدولية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد