في خلال شهر واحد فقط لا غير تم ضبط أكثر من مصنع للخمور في أكثر من محافظة, وتم إلقاء القبض على أكثر من مروج وصانع وبائع.. وخمر بلدي من الذي الشيطان يحبه, وإذا عرف السبب بطل العجب.
والعجب الذي بطل بعد أن عرفنا السبب كان من تزايد حالات الجريمة في بلادنا وتنوع أشكالها وألوانها, من خطف وقتل وسرقة، والأب يقتل أبنائه والأبناء يقتلون آبائهم, وهذا ينتحر وآخر يفجر قنبلة في بيته وثالث يرمي أطفاله من رابع دور, وجرائم عجيبة وغريبة ما كنا نتخيل يوماً أن نسمع عنها في بلادنا..
لكن السبب أصبح واضحاً جلياً, فالإنسان إذا فقد عقله أصبح أشر من الوحوش, والخمر أم الخبائث يفقد الإنسان بسببها ما كرمه الله تعالى به على سائر المخلوقات.. وبالعقل يسعى الإنسان إلى الخير وينجو من الهلاك, وبالعقل يفرق الإنسان بين الحق والباطل والحلال والحرام ويكون للشخص قيمة ومكانة, فإذا فقد عقله سعى للشر ورمى بنفسه وغيره إلى الهاوية..
ولا أدري ما الذي يغريهم بهذا القرف, وأعجب كل العجب من أولئك الحمقى الذين يشترون بأموالهم ما يضرهم ولا ينفعهم ويحط من قدرتهم, ويسلبهم ما كرمهم الله تعالى به, ليصبحوا محط ازدراء وسخرية الناس, وأعجب كيف يتجرأون على رب الأرض والسماء.
الخمر أم الخبائث:
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه:" اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، إنه كان رجل ممن خلا قبلكم تعبَّد فعلقته امرأة غوية, فأرسلت إليه جاريتها, فقالت له: إنا ندعوك للشهادة فانطلق مع جاريتها.. فطفقت كلما دخل باباً أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر, فقالت: إني والله ما دعوتك للشهادة ولكن دعوتك لتقع عليّ، أو تشرب كأسا من هذه الخمرة، أو تقتل هذا الغلام..
قال: فاسقني كأساً.. فسقته كأساً.. قال: زيديني.. فلم يرم حتى وقع عليها، وقتل النفس.. فاجتنبوا الخمر؛ فإنه والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ليوشك أن يُخرج أحدهما صاحبه".
أحلام القبيلي
خمر بلدي...! 1806