أثناء متابعتي للصحافة ولبعض القنوات الإخبارية سمعت من كثير من السياسيين العرب انه ربما تكون هناك صفقة سرية بين أمريكا وايران ، قد تؤثر على العلاقات العربية الأمريكية.
للأسف هذا التحليل عجيب ، والحقيقة الجلية أن علاقة ايران بأمريكا رغم الضجيج الذي دوش العالم لعقود من الزمن لم تكن بالسوء الذي يعتقده الواهمون من الساسة العرب؛ ألم تطلق ايران على أمريكا الشيطان الأكبر؟, ألم تطلق إيران شعار الموت لأمريكا؟
لماذا أمريكا غزت العراق العلمانية ، ولم تغزو ايران الدينية التي كل شعاراتها تحمل الهلاك لأمريكا؟
- لماذا أمريكا بعد غزوها للعراق بوابة العرب الشرقية ، سلمته لإيران العدوة لأمريكا على طبق من ذهب ، ولم تسلمه لأي من الدول العربية المجاورة الصديقة لأمريكا؟
- لماذا أمريكا لم تصنّف الحركات الحليفة لإيران ضمن الحركات الإرهابية مهما كانت جرائمها؟
أقول ما ذكرت من بنود لتوضح مدى العلاقة بين الدولتين ، ورغم كل ذلك, فأنا احترم موقف ايران التي تعمل بكل طاقاتها لبسط نفوذها على المنطقة ولتكون الدولة الكبرى في المنطقة كلها ، وهذا الطموح من حقها ومن حق أي دولة في العالم ، لكن نحن العرب ماذا عملنا وماذا بنينا من قوة يحترمنا من أجلها الأخرون؟, لماذا نصادق أمريكا وندفع ثمن صداقتنا لها من ثرواتنا ومقدراتنا وكرامتنا ، ونعطي كل شيء ولا نأخذ شيئاً؟.
العالم لا يحترم إلا القوي القادر على انتزاع حقوقه والحفاظ عليها، فهل أعددنا أنفسنا لذلك؟, علينا أن نلوم أنفسنا قبل لوم الآخرين, علينا احترام أنفسنا قبل أن نطلب من الآخرين احترامنا.
ايران لديها مشروع واضح ، وتركيا لديها مشروع واضح أيضاً ، وكذلك باكستان رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة؛ فمتى سيكون للعرب مشروعاً واضحاً بدلاً من استجداء الآخرين والاعتماد كليةً عليهم؟..
محمد مقبل الحميري
العلاقة الأمريكية الإيرانية 1350