هل يعني التمديد منح أصحاب القرار فرصة إضافية لإعادة الروح إلى جسد الوطن، أم أن الفرصة الذهبية لآخرين تتوق أنفسهم إلى نزع الروح اليمنية من هذا الجسد إلى الأبد؟!.. إذا كان التمديد للمرحلة الانتقالية يعني المفهوم الأول فمن الأجدر بأن يلمس الشعب بعض الخطى الجادة لإحداث التغيير الأهم في تاريخ اليمن خاصة والمنطقة عامة، فاليمن مُضغة الجزيرة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ونقصد جسد الجزيرة العربية. جزيرة العرب التي تحتل اليمن الجزء الأهم من موقعها الجغرافي و التاريخي، لكنها الأضعف حظاً في التصويب للارتقاء بمستواها الاقتصادي وهذا ليس إلا لسبب واحد، أن هذا الشعب من قمته إلى قاعدته لا يملك الطموح الذي يدفعه لتسيير عجلة التقدم ، كما أنه لا يتمتع بالقدر الكافي من الوطنية حتى يجعل اليمن نُصب عينيه. كلنا يضع نفسه وقبيلته ومصالحه نصب عينيه وينسى اليمن ، مساحة التاريخ الزاخرة بكل ألوان الفن الطبيعي والإنساني، وأما إذا كان التمديد يعني المفهوم الثاني فعلينا أن نقرأ فاتحة الكتاب على مستقبل تتناثر أجزاؤه أمام أعيننا كما تتناثر ذرات الرماد، فقد أوشك الطامعون على تمزيق الوطن من أقصاه إلى أدناه، وفي كل مرة يعلن هؤلاء عن أنفسهم كطرف ثالث دون أن ينالهم العقاب أو تطالهم يد العدالة. نحن في انتظار القرار الأخير الذي سيسحق توقعات الأعداء وينسف مخططاتهم، فليكن هذا القرار إنسانياً، بما يكفي ليتمكن كل الشعب بأبنائه المخلصين من المشاركة الفاعلة في تنفيذ هذا القرار بحب ووعي ورغبة كاملة، لا نريد المزيد من التسويف والبقاء في ظل اللا دولة، فكما تتأجل القرارات السياسية تتأجل أيضاً مشاريع حضارية عملاقة يحاول البعض أن يهديها للوطن اعترافاً بالجميل واستشعاراً للمسئولية الملقاة على عاتقه، ولأن الأمان والسلم السياسي يتبعه أمان وسلم اجتماعي وهذا بدوره يصنع حضارةً ويبني عمارة. نريد أن لا يتحدث البعض عن بقاء منعطفات أو مآزق، إنما جرأة سياسية في قرار لتغيير حقيقي يصنعه العقلاء والحكماء فقط، فقد أثبت المتغنون بالتغيير فشلهم في إظهار الوجه الآخر له بعد أن توقفت طموحاتهم غير المشروعة أمام إرادة الشعب الصادق الأبي. لا نريد أن يطبق أصحاب القرار المعنى الفيزيقي للتمديد فهذا يعني أن فترة انكماش قادمة قد تحول دون خروج اليمن دوامة الأحداث الدامية التي تحولت إلى مسلسل يصعب الربط بين حلقاته المتتابعة
ألطاف الأهدل
ما الذي يعنيه التمديد؟! 1401