ما حدث في تعز قبيل عيد الأضحى المبارك يعد كارثة على كل المقاييس والمستويات.. نحن لا نريد هنا إفشال الجهود المبذولة لاحتواء المشكلة, لكن عند مراجعة التسلسل الزمني للأحداث لابد من وجود طرف آخر تدخل فيما حدث ليؤجج نار الصراع في المدينة.. قبل أسبوع من اغتيال الدكتور/ فيصل المخلافي, تم اقتحام مقر التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة وبدورها أعلنت الجهات الأمنية أنها لا صلة لها بموضوع الاقتحام وتبين بعد ذلك أن مجموعة كانت تنتمي لما سمي ـ سابقاً ـ بالحرس الجمهوري هي المسئولة عن عملية الاقتحام.. بعدها ـ ومن خلال اتصال هاتفي تلقاه الدكتور/ فيصل من شخص ما يدعوه لمقابلته في أمر هام حيث كانت هناك مجموعة تترصد له ـ وتم إطلاق النار عليه فأردي قتيلاً وماهي إلا ساعات قلية وتأجج الصراع بين أقارب المخلافي ومسلحين ذكر أنهم من مآرب.. الغريب في الأمر أن التهدئة تمت بطلب من مجموعة ما كان يسمى سابقاً بالحرس الجمهوري!! الشيء الآخر هو أنه لوحظ خلال الفترة الماضية قبل الاغتيال حدوث هدوء نسبي في أحداث الانفلات الأمني وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول ربط هذا الهدوء بأحداث الاقتحام وعملية الاغتيال؟ فهل أراد الطرف الثالث أن يدفع بالصراع إلى جهة الرجل الذي حمى الثورة بتعز ولايزال مدافعا عنها بالرجال والعتاد ؟! وهل أراد أيضا أن يوصل رسالة إلى ولي الأمر أن سبب الانفلات في تعز المخلافي ومجموعته المسلحة؟! لانريد هنا استباق الأحداث ولكن نشدد على ضبط النفس ومحاولة تفويت الفرصة على ذلك الطرف ـ كائناً من كان ـ أن يجر أبناء تعز إلى صراع مسلح الخاسر فيه هي تعز وأبناؤها والرابح فيها هو الشيطان بعينه.. لابد من لملمة الأوراق وإعادة النظر في مكونات مجلس الأعيان لشباب الثورة, فهناك خطأ ما حدث ويحدث أنا لا أطعن في نزاهة المجلس ولكن يبدو أن أفرادا حنوا إلى الماضي وأرباحه الوفيرة فبدأوا بوضع أياديهم في أيدي من فقدوا مصالحهم في تعز.. لقد بدأ العد التنازلي لأن تعود تعز للمربع الأول فيما قبل ثورة 11فبراير, الأمر الذي يستدعي يقظة الجميع.. التجمع اليمني للإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك أصواتهم لا نسمعها وأقلامهم لانقرأ حروفها فما السر في ذلك يعتدى على مقراتكم ويقتل أفرادكم وأنتم لاحس لكم إلا التعازي والبكاء نحن لا نريد منكم تأجيج الصراع والرد بالنار ولكن تعلمنا منكم أن يكون منطق العقل هو السائد في مثل هذه الأمور فأين اعلامكم مما حدث ؟! نحن نعزي تعز في فلذة كبدها الدكتور/ فيصل وندعو إلى وقفات ومسيرات تندد بالوضع الأمني في تعز وإلى أن تتحد كل مكونات ثورة الشباب في خندق واحد لأن مصدر الفتنة يعرفه الجميع ولابد أن نقف ضده وننهي العد التنازلي لإنهاء الثورة في تعز ليبدأ العد الرأسي لتحقيق أهداف الثورة كاملة دون نقصان.. نأمل أن تجد الجهات الأمنية في تعز ضالتها وأن يعاد إلى تعز هيبتها ويعاد للمواطن في تعز أمنه المفقود وحتى نصل جميعنا إلى وطن آمن مستقر في ظل دولة مدنية حديثة.. والله المستعان..
فهد ناجي علي
تعز.. استراتيجية اشعال الفتن ومن يقف وراءها؟!! 1750