لَكَم نكره الدم والظلم والاستعباد, ولكم نكفر بثقافة العنف وحب الانتقام, ولكم نسعى للحرية والقضاء على المحسوبية وكل ما هو شرير, نعم كل هذا في تعز السلام والحب والحنان, لكن كل الأمور ـ التي خرجنا ضدها مع كل أبناء الشعب اليمني ـ تلاحقنا إلى عقر دارنا.. قتل وسفك دماء, أرواح تتطاير وتتسابق نحو السماء بفعل فاعل, أصوات رصاص تحول دون سماعنا لأصوات التكبير والتلبية وحتى (الزفة), وكل ذلك في تعز الثورة والحضارة والثقافة والحب.. لم تكن تعز يوماً حاضنة لمثل هكذا مشاريع عدوانية تحمل طابع الشر وحب الانتقام, وقد قامت بثورة كي تجنّب كل محافظات اليمن ذلك, إلا أنها ابتُليت كما لو أنها تدفع ضريبة باهظة جراء ما قامت به.. فتعز هذه الأيام تشهد عنفا وانفلاتا أمنيا غير مسبوق, ومع ذلك فالجهات الأمنية هنا تسابق (الريح) لتعلن بأن القضية قد قيدت ضد (لا أحد) أو (لا نعلم) أو (سنلاحق) وأحياناً كثيرة يلاقون من لفظة (مجهول) خير كلمة للهروب من الواقع الذي كانوا سبباً في ترديه وهرولته نحو الخلف.. لكِ الله يا تعز فسلطتك المحلية تعيش في عالم آخر, لكن اصبري واحتسبي (وعند الله ما يضيع).. كل عام والجميع بخير وعيد مبارك ونسأل من الله أن يجنبنا كل شر وأن لا يجعل عيدنا في تعز وكل اليمن برائحة الدماء وطعم الموت والله من وراء القصد..
صدام الحريبي
عيد بطعم الموت !! 1568