محمد مقبل الحميري
يجب أن لا نتفاءل بالتدخل الامريكي الأوروبي على سوريا لأنه من خلال التجارب؛ هذه الدول لا تهمها الدماء ولا حقوق الانسان والديمقراطية في الوطن العربي بقدر ما يهمها مصالحها واستغلال ثروات الشعوب ، وأعمالهم الإجرامية التي يقومون بها والتي يكون ظاهرها رحمة وباطنها عذاب شديد يقع على الشعوب التي تدعي نصرتهم ، لأن الاخلاق عندهم هي عبارة عن شعارات ترفعها وفي كل تصرفاتها تنطلق من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، انظروا الى آثار تدخلهم العسكري في العراق وكيف كانت نتائجه الكارثية التي تعاني منه العراق حتى اليوم وستستمر في المعاناة الى مالا نهاية ، راح ضحية هذا التدخل مئات الآلاف من القتلى العراقيين الابرياء وأضعاف مضاعفة من أعداد القتلى معوقين ومشوهين، ولوثت البيئة التي أثرت على النبات والحيوان والانسان ، وتأثرت الأجنة في بطون الامهات ، ولا زالت الحوامل يلدن أطفالاً مشوهين، بل انهم أثاروا كل النعرات الطائفية والقوميات،
إن الحالة التي وصلت اليها امتنا العربية كانت بسبب حكامنا المعتوهين الذين لا يحترمون آدمية الانسان بحدها الأدنى، عبثوا بالثروات وداسوا الكرامات وكمموا الافواه وقمعوا الحريات وجوعوا شعوبهم رغم وجود الثروات ، وبالمقابل ارتهنوا لأعداء الأمة وأخلصوا لهم الولاءات ، اعتقاداً منهم ان عرشهم ستكون مؤمّنة طالما وقد ضمنوا جانب هذه الدول الاستعمارية بإخلاصهم بالعمالة في كل المجالات.. متناسين إرادة الشوب ولم يضعوا لغضبها أي احتمالات ، وفي لحظة حاسمة انطلقت براكين الثورات المعبرة عن إرادة الامة التي لا تستسلم للانكسارات ، فزلزلت عروشهم, فمنهم من سقط كلمح البصر ومنهم من حاول مقاومة هذا البركان فسفك وقتل ومارس كل الدناءات، ظناً منه أن ذلك سيعصمه من السقوط ولكن ذلك الجبروت لم يغنِ عنهم شيئاً وكانت نهايتهم شر النهايات، فما بكت عليهم السماء والأرض ولعنوا بكل الديانات.
منذ سنوات وسوريا تعيش جحيماً مستمراً في كل الأوقات، وسقط القتلى الأبرياء بمئات الآلاف واستخدمت مختلف الأسلحة الفتاكة على مرأى ومسمع كل العالم ورصدته الاقمار الصناعية وسائر المنظمات ، وتبادلت الدول العظمى الأدوار؛ أمريكا وحلفائها ضد النظام وروسيا وايران مع كل القتل والغارات ، فهذا يشجع الثوار وذاك يدعم النظام بكل الإمكانات ، ولا شك ان هدف الجميع ضرب البنية التحتية في سوريا وكل القدرات ، ولا ترغب في انتصار الثورة ولا الوصول لأي حل يحفظ سوريا من الكوارث والدمار الشامل الذي وصلت إليه اليوم في كل الأزقة والحارات..
أمريكا وحلفاؤها وروسيا وأصدقاؤها.. كل طرف منهم نفذ الدور الذي رسم له و في النهاية اتفقوا على أن تقوم أمريكا وحلفاؤها بضرب ما تبقى من القدرة العسكرية السورية حتى لا يرثها الثوار وربما تختم ضربتها بضرب مواقع الثوار لتقضي على القدرات خدمةً لإسرائيل وتأمينها من المخاطر وأي احتمالات ، وفي النهاية ستصدر روسيا بياناً يدين الضربة الأميركة وكل الغارات.
وصلّوا وسلموا على المصطفى شفيعنا..
محمد مقبل الحميري
التدخل العسكري الأمريكي- الأوروبي في سوريا 1487