بمنتهى الحياء المشوب بالريبة تغض الحكومة طرفها عن أسماء رنانة في عالم الجريمة المنظمة وكأن عقد الأمن قد أنفرط منها على ارض رخامية سوداء فلا هي ابقته معلقا على نحرها الهزيل ولا انها استطاعت أن تجمع بعضه حتى تجد بعضه الآخر .
جرائم القتل العمد التي يتفاخر هؤلاء القتلة المأجورون بأخذ دور البطولة على مسرحها اصبحت تطال الصحفيين والفنانين التشكيليين ويبدو انها تصعد على هرم النخبة المثقفة يوما بعد يوم بعد أن أصبح لها جناحها العسكري المخضرم الذي جعل من ابناء السبيل عسكرا ومن ارباب السوابق والسجون شيوخا ومن اهل المحن والرزايا بطانة لأصحاب العرف والوجاهة الملطخة بالخيانة .
نعم أصبح في وطننا قتلة مأجورون، يطلقون رصاصاتهم بمنتهى الشراسة على اصحاب العقول البيضاء ثم ينفث احدهم على فوهة البندقية كما يفعل ابطال الكاو بوي من رعاة البقر الأمريكان . بدماء باردة ينفذ احدهم خطة القتل المدروسة ثم يذهب للتسوق او الندم او ربما النوم او ربما عاد لمجلس القات خاصته بعد أن يكون قد نال رضا الرأس المدبر وحصل على ثمن الجريمة التي ارتكبها عدًا او نقدا، ومن يدري ربما كانت الجائزة رتبة عسكرية او درجة وظيفية او تأشيرة حصانة او الكثير من عطايا الكبار التي ينالها متسلقون اوغاد على جماجم البشر . ما معنى هذا الصمت الذي يقتل فينا كل ذرة ثقة بأصحاب القرار؟! وما مصدر الحرية التي يتمتع بها هؤلاء المرتزقة؟! ولماذا اصبحت النخبة المثقفة والمنادون بالسلم الاجتماعي والباحثون عن يمن بلا عنف .... لماذا اصبح هؤلاء تحت مجهر الرقيب السياسي الذي يعجز عن تحليل السبب فيتذًرع بالنتيجة؟! هل تصمً حكومة الوفاق اذنيها عن صوت الشعب؟! هل لا زالت واقعة تحت تخدير المبادرة الخليجية؟! أم ان حكومة الوفاق تعجز بكل عدتها وعتادها عن استخدام سلطتها المشروعة في وجود أصحاب السلطة المستشرعة او المستشرعون الجدد الذين يحاولون نقل وتسريب وإسقاط كل صورة عنف أو خراب أو اقتتال في اوطان اخرى إلى داخل الوطن؟ ... إنها فعلا عقول اضلًها برأيها! ... فهل نفقد عقولنا وتفقد الدولة عقلها ايضا كما فعل هؤلاء؟! هل سيبقى القرار الأمني محجوبا عن ساحات الوطن لأن فيها ثلُة فاجرة، مفسدة، تعبث في الأرض خرابا؟! أين هي تلك الخطط الأمنية التي تحدث عنها الكبار حتى ظننا أننا سنستيقظ من نومنا صباح يوم وقد غدت البنادق مشاقر وعبوات الرصاص حبات فل متساقطة على شوارع المدينة .... ما أسواء ما يفعله بنا هؤلاء الباكون الضاحكون على منبر الحكم، إنهم يرسمون المدينة الأفلاطونية أمامنا كل مساء على قوالب من الزبدة حتى إذا اشرقت شمس الواقع كل صباح لم نجد امامنا إلا هذا الوطن العاشر في ثوب الديموقراطية الفضفاض ...، ليتنا فقط نتمتع بجهاز امني مدرب وقادر على اداء واجبه الوطني .
تعز مسؤوليتي
ألطاف الأهدل
هل أصبح في اليمن قتلة مأجورون؟! 1488