حتى لحظة كتابة هذا المقال ما يزال في المعتقلات الإرتيرية المئات من الصيادين اليمنيين يعيشون في ظروف صعبة وقاسية جداً وهؤلاء المعتقلون يمثلون صورة سوداء من صور الاعتداءات الإرتيرية على الصيادين اليمنيين وذلك بإطلاق النار عليهم أو إغراق مراكبهم واختطافهم حتى أصبحت هذه الاعتداءات عملا يوميا وروتينيا للبحرية الإرتيرية التي تعتدي بشكل يومي على الصيادين اليمنيين في المياه الإقليمية اليمنية وتصادر قواربهم وفي بعض الأحيان تلقي بأصحابها في عرض البحر على بعد كيلومترات من السواحل هذه الظاهرة الخطيرة والتي تهدد مئات الصيادين اليمنيين وتجعلهم عرضة للخطف والامتهان والاعتداء تحدث للأسف الشديد دون أن تحرك السلطات اليمنية ساكنا أو حتى تقدم احتجاج لدى السلطات الإرتيرية!!!
كما أن قوات خفر السواحل اليمنية هي الأخرى تقف عاجزة عن مواجهة هذه الاعتداءات الإرتيرية على المياه الإقليمية وعلى الصيادين ودون أن تقوم بالرد على هذه القوات الإرتيرية المعتدية أو بتوفير الحد الأدنى من الحماية للصيادين اليمنيين والحفاظ الثروة اليمنية من الأسماك والأحياء البحرية والتي صارت مستباحة من قبل الجميع للأسف الشديد فهذه الحكومة والحكومات التي قبلها فرطت في سيادة اليمن في البر والبحر والجو..
والله أني لم أكن أتخيل أنني سأعيش حتى أرى هذا الهوان والذل الذي يعيشه أبناء اليمن حتى صار هذا الوطن مستباح للجميع وصار أبناءه عرضه للخطف والامتهان دون أن تحرك السلطات اليمنية ساكنا وكان ما يحدث لهم يحدث لكائنات من كوكب آخر لا صلة لنا بهم بل إن الحكومة الموقرة صارت تحاول إسكات الرأي العام بخبر يتكرر في كارثة يتعرض لها قطاع من أبناء اليمن وهي أن الحكومة تبل جهدا في سبيل معالجة هذه المشكلة وأن الوزير الفلاني التقى بالسفير العلاني وأن الأخير وعد بحل المشكلة أو أن المسئول الفلاني سافر للدولة الفلانية والتقى المسئولون وللأسف لا نجد الثمار المرجوة والنتائج المطلوبة لهذه التحركات الرسمية لأن أساس المشكلة هي ضياع هيبة الدولة اليمنية لعدم اهتمامها بمواطنيها وإن تحرك مسئولوها فإن تحركهم لا يكون بالمستوى المطلوب ومن باب ر الرماد على العيون حتى الجنود الإرتيريون صاروا يتندرون على الصيادين اليمنيين المعتقلين لديهم ويستخفون بهم ويقولون لهم : لمن نسلمكم أنتم ما عندكم دولة ؟!!
ما تفعله البحرية الإرتيرية بأبناء اليمن من هؤلاء الصيادين المغلوبين على أمرهم, حتى أن الجنود الإرتيريين يقدمون على جريمة بحق الإنسانية وإساءة بالغة لدولة جارة كان لها الفضل في دعم اريتريا حتى تحررت ونالت استقلالها, فصارت ترد الجميل بطريقتها, لكن لا يلام الأجنبي المعتدي بقدر لوم السلطة اليمنية التي أضاعت هيبة الدولة اليمنية وفرطت في السيادة وفي حقوق مواطنيها .
للأسف نقول: لم يعد لدينا دولة بالمعنى الصحيح دعونا من هؤلاء التجار القاعدين على كراسي الوزارات والمؤسسات الرسمية, فهؤلاء تجار كل همهم كيف تنمو تجارتهم وتزيد أرصدتهم وأسهمهم وكيف يصلحوا وضعهم ووضع عيالهم وأقاربهم وليذهب الشعب إلى الجحيم .
لو كان لدينا دولة لما كانت القوات الإرتيرية منذ سنوات تعتدي على المياه الإقليمية اليمنية وتقم بالصيد الجائر فيها وتجرف الأحياء البحرية ناهيك عن الاعتداء على الصيادين اليمنيين وخطفهم واحتجازهم لأشهر أو أسابيع ثم تفرج عنهم بعد أن تجبرهم على القيام بأعمال شاقة كعبيد سخرة بدون أي مقابل حتى أنها لا تعطهم سوى وجبة غذائية واحدة في اليوم وقد يموت بعضهم جوعا وتعبا ومرضا ولا يجد من يحرك ساكنا و والله لو كان هؤلاء الصيادون من الفلبين أو فيتنام أو حتى من موزمبيق أو جمهوريات الموز لأقامت دولة الدنيا ولم تقعدها ولكن لأنهم يمنيون فقد أهانتهم سلطتهم قبل الآخرين حين جعلتهم ملطشة للعالم .!!
وشوفوا الخيبة الثقيلة والخطاب الرسمي المضحك حيث نشرت وكالة سبأ خبرا مفاده بأن وزارة الثروة السمكية تكشف بــ" أن عدد الصيادين اليمنيين المحتجزين في اريتريا 296 صياداً، منتقدةً تناولات وسائل إعلامية المحددة عدد المحتجزين منهم في دول الجوار 600 صياد، معتبراً ذلك مبالغ فيه".
ونقول: حتى لو كانوا عشرة صيادين ماذا فعلتم لإخراجهم؟!!
دعونا من تلك الصياغات الإنشائية التي تتكرر دائما الوزارة تبذل جهودا الوزير التقى السفير والسفير أبدى استعداده ووو إلخ وغيره من الكلام الذي لا يودي ولا يجيب نحن نريد عملا نرى نتائجه على الواقع فعندما نرى أن البحرية الإرتيرية احترمت نفسها واحترمت سيادة اليمن وكفت عن التعدي على مياهنا الإقليمية وعلى الصيادين اليمنيين وأفرجت عن كل المعتقلين لديها ومرت أشهر وسنوات ولم يحدث من جانبها أي اعتداء سنقول إن جهودكم قد أثمرت أما المباحثات مع السفير والزيارة لإريتريا هذا إن حدثت بالفعل فهذه أشياء روتينية لا تثمر كثيرا والحل إعادة هيبة الدولة بالحفاظ على سيادة اليمن برا وبحرا وجوا وعلى مصالح أبناء اليمن وثرواتهم والعمل الجاد والمؤسسي والمثمر في هذا المجال فعندما يكون حرص الوزير على مصالح أبناء اليمن أكثر من حرصه على الاعتمادات وبدل السفر والمكافآت عندها ستكون البلاد بخير .
ما يزال في المعتقلات الإرتيرية مئات المعتقلين من الصيادين والسؤال هنا : ماذا فعلتم للإفراج عنهم وإيقاف الاعتداءات الإرتيرية على المياه الإقليمية وعلى أبناء اليمن من الصيادين ؟!!
محمد مصطفى العمراني
إريتريا تنتهك السيادة وتعتقل الصيادين.. فإلى متى ؟! 2118