أن يطالب بعض القادة المحسوبين على الثورة أمثال الأستاذ/ حمدين صباحي بفض الاعتصام من ميدان رابعة العدوية وبقية ميادين مصر بالقوة, فهذه انتكاسة للمبادئ الثورية التي يدعيها البعض، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع الرئيس المعزول محمد مرسي، فإنه يظل الرئيس الشرعي المنتخب ديمقراطياً ولأول مرة في تاريخ مصر منذ قرون، وكان بإمكان معارضيه العمل على إسقاطه بالديمقراطية نفسها وبذلك سيكونون قد رسخوا هذا المبدأ الذي ضحى من أجله ثوار وثائرات ثورات الربيع العربي، وسقط من أجله عشرات آلاف من الشهداء في هذه الدول، فليس من المنطق ولا من المعقول ولا من الثورية التحررية أن نؤيد انقلابا عسكريا على شرعية منتخبة، والمبادئ لا تتجزأ، ولا تطبق بازدواجية.
وضع مصر خطير جداً أدخلها في هذا النفق المتهورون من الساسة المدنيين والذين بعضهم معروفون بارتباطاتهم لجهات أنتم تعرفونها، وكذلك زين لبعض القادة العسكريين بأن الأمر لن يستغرق أكثر من بيان، متناسين التحولات النفسية والسياسية لهذه الشعوب التي أسقطت حاجز الخوف وأصبحت الحرية بالنسبة لها لا تقل أهمية عن الغذاء والماء والهواء.. ولذلك على عقلاء مصر أن يستدركوا الأمر إنقاذا لمصر من كوارث زلزالية لا احد يستطيع التكهن بنتائجها، وبالتالي ستصاب الأمة العربية أجمع بما سيصيب مصر القلب النابض للأمة العربية.
اللهم احفظ يمننا ومصرنا وسائر بلادنا العربية.
