بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري والذي قام قبل أسابيع بعزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي تأكد للكثيرين بأن هناك أموراً ستتغير في الأيام القليلة القادمة وخاصة بعد التهديد والوعيد الناعم الذي أحدثه السيسي في خطابه , ومطالبته الشعب بالخروج لتفويضه وكأنه أدرك حجم الخطأ وأنه سيسقط عما قريب بفعل الضغوطات الشعبية والإقليمية التي يتلاقها والانشقاقات والتعارضات الحاصلة داخل القوى المؤيدة للانقلاب , وبالذات داخل حركة تمرد ومن وقفوا إلى جانبه كحزب النور السلفي وحزب مصر القوية بقيادة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح..
*الشعب لم يفوَّض السيسي وإنما الخليج :
إن المتمعن في خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وخاصة مطالبته الشعب بالخروج لتفويضه يتبادر إلى ذهنه واقع يكفي لأن يكون حجة لطرد السيسي وقيام الشعب المصري بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى .. فالسيسي وكما يرى الكثير ممن سمعوا الخطاب أدرك تماماً بأن الشعب المصري لم يفوضه بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي , وإنما كان ذلك بتفويض من أمراء النفط ومن يسمع لهم السيسي في محاولة فاشلة لإيقاف نشاط الإخوان وبداية نجاحهم في إدارة البلاد وإيجاد سياسة مستقلة لا ترضخ لتوجيهات السعودية أو إيران أو غيرهن من الدول المتصارعة إقليماً ..
*إنشقاقات عسكرية تنذر بفشل الانقلاب:
تسربت أخبار ولا زالت تتسرب بأن هناك انشقاقات في الجيش وأن هناك ضباطاً في الجيش هدّدوا السيسي بالانقلاب عليه في حالة جر مصر إلى الهاوية أو إلى الحرب الأهلية واستمراره في التحفظ على الرئيس المنتخب محمد مرسي وعدم إطلاق سراحه , وهذا ما أكده السيسي عندما طلب من التلفزيون تصوير خطابه ومن خلال الكلام المنثور في الخطاب كذلك , وكأنه قد فقد السيطرة ووجد نفسه وحيداً في مواجهة إرادة الشعب وصموده في أكثر من ميدان وساحة اعتصام بعد أن لم يستجب للتهديد الذي تعرض له من خلال منشورات أُلقيت من طائرات حربية كانت تحلق فوق المعتصمين ولا حتى من خلال تدخلات سياسية وهذا ما جعل السيسي يصاب بهستيريا لا أحد يعلم نوعها ..
*عكاشة يؤكد سقوط الانقلاب :
قبل أيام ظهر توفيق عكاشة على قناة الفراعين والتي يرجح أنه تابعة له ولشخصيات فلولية ظهر فيها يؤكد بأنه سيختفي وسيبتعد عن الظهور على شاشة قناته لأسباب وأكد بأن قناته ستستمر في عرض الحقائق وهناك الكثير من الموظفين والإعلاميين من سيقومون مقامه , وفي هذا الخطاب هدّد عكاشه قطر وأميرها بعدم التدخل في شؤون مصر , وتوعد بخروج مسيرة مليونية إلى السفارة القطرية وقال يعلم الله ماذا سيصنع المتظاهرون بالسفارة حيث لم نرى من هذه المسيرة سوى قعود القليل من المعارضين لمرسي في وجبة فطور في ميدان التحرير ويبدو أن حديث عكاشة كان هو حديث مودِّع , كما وأن الحدث جملة وتفصيلاً يوحي بأن عكاشة يلقي آخر حديث من على القناة لأنه قد أيقن بعودة مرسي ونظام حكمه حتماً وأنه لابد من رحيله وأمثاله من الفاسدين الذين سيتوجب محاكمتهم بعدة اتهامات هم أدرى بها من غيرهم ..
*حرب أهلية :
خطاب السيسي لوّح أو بالأصح دق طبول الحرب الأهلية وأدخلها في مخيلات البعض وخاصة مؤيدو الانقلاب, فالبعض من الانقلابين وخاصة الدول الداعمة المعروفة تحاول قدر الاستطاعة إحداث حرب أهلية حتى تُوقع الإخوان في الفخ , وتعمل على تسويق أسطوانة مشروخة مفادها أن الإخوان دوماً هم أهل فتن وحروب وإثارة مشاكل , وستستدل بما حدث في الجزائر عام 1993 عندما أُلصقت تهم باطلة ضد إخوان الجزائر , وغيرها وهذا ما لا نرجوه ولا يرجوه كل وطني مسلم يعرف قيمة الدماء ويتجنبها , وسيفشل الإنقلابيون في ذلك بإذن الله.
هل ستكون نهاية السيسي اليوم :
بعيداً عن التحليلات والحديث حول أمور متوقعة وليست أكيدة 100% .. لنرى ما سيحدث اليوم بعد دعوة القوى الرافضة للانقلاب الشعب للمشاركة في جمعة الفرقان وكذلك دعوة السيسي الشعب للمشاركة في جمعة تفويضه ضد الإرهاب مع أننا نرى بأن السيسي قد أخطأ خطأً عظيماً في دعوة الشعب للخروج , ليصبح أول قائد جيش يدعو الشعب للخروج وهذا ما يبعث بالقلق من حدوث اقتتال وإراقة لدماء أهل مصر.. فهل ستكون هذه هي النهاية المحتومة التي رسمها كلاً من :
السعودية -
الإمارات - السيسي - قوى المعارضة لأنفسهم , أم أن هناك تغييرات لا يعلمها إلا الله والخائضون فيها ستحصل عما قريب وستعمل على إحداث إرباك أو تغيير المشهد السياسي والشعبي ؟؟ .. حفظ الله شعب مصر وأصلح شأنهم وكل الأقطار العربية والإسلامية..
صدام الحريبي
الساعات الأخيرة للسيسي 1767