;
عارف العمري
عارف العمري

الانقلاب المعزول 1497

2013-07-20 17:40:55


منذ انتكاسة الديمقراطية في مصر بدعم خليجي وتنفيذ عسكري دموي, يذكر بعهود السبعينات والثمانيات التي كانت الحقبة الأبرز للانقلابات العسكرية المشؤمة في المنطقة العربية لم يجد الانقلابيون لهم قبولاً شعبياً ولا دولياً لتمرير نموذج وقح عفى عليه الزمن وانتفضت عليه الشعوب.
باعتقادي أن ما يردده الإعلام المحايد عن كلمة " الرئيس المعزول" خطأ لفظي, وكان من الأولى أن يقال عن الانقلابيين "الانقلاب المعزول", فالانقلابيون الآن معزولون عربياً فلم تعترف بهم سوى دول الخليج المتخوفة من المشروع الديمقراطي الذي يعطي الشعوب الحق في اختيار حاكمها, أما السودان وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية فلم تعترف بهم إطلاقاً, وأكثر من هذا أن الانقلابيين أصبحوا معزولين إقليميا فلم يعترف بهم أقرب شريك لهم وهو الاتحاد الإفريقي الذي يمثل دول قارة أفريقيا كما لم تعترف بهم دول لها ثقل إقليمي كتركيا, وزيادة على هذا وذاك أن الانقلابيين أصبحوا معزولين دولياً و يتسولون الاعتراف الدولى ولو عبر إسرائيل كما فعل البرادعي أثناء زيارته للكيان الصهيوني, وأعظم من هذا كله أن الانقلابيين أصبحوا معزولين داخلياً فشوارع القاهرة ومحافظات مصر ترفع أمامهم الكروت الحمراء, وشعارات الرحيل لهم تطاردهم حتى في منامهم..
 لقد خسروا اللعبة وحسبوها غلط حين راهنوا على المال الخليجي في مقابل الإرادة الشعبية, وحين كانت تصوراتهم أن الشعب المصري شعب يباع ويشترى بأموال الخليج, وحده محمد مرسي من أصبح رئيساً أممياً ليس لمصر وحدها بل لكل من يؤمن بقيم الديمقراطية وأبجديات الإرادة الشعبية وحرية الرأي, فبعد أن كانت صورة لا تتعدى المكاتب الرسمية داخل مصر أصبحت صورة تملأ شوارع البلدان العربية وتزين شوارع صنعاء وطرابلس وعمان والقاهرة وتونس والكويت وتسجل حضوراً لم يسجله أي زعيم عربي حينما رفعت صورته على حيطان المسجد الأقصى, لقد أضحى حديث المقايل والنوادي, وكان غيابه داخل المعتقل المجهول أقوى من حضوره في قصر الاتحادية وديوان القبة.
 أراد الانقلابيون أن يطمسوا اسمه فأكسبوه في كل جسد قلب وفي كل بيت سفارة وفي كل دولة ملايين الأنصار, أراد الانقلابيون أن يقضوا على ديمقراطية الإسلاميين وأن يحولونهم من مسالمين إلى مقاتلين فخاب مسعاهم, أرادوا ان يصرفوا وجهتهم عن الحكم الرشيد إلى صناديق الذخائر وميادين العنف فكان خيار الإسلاميين الاعتصام في الميادين والتمسك بحرية الرأي والاختيار, جهل الانقلابيون طبائع الشعوب التي انفت عهود الذل والخنوع فوقعوا في شر أعمالهم, فمصر اليوم تنتفض لتعيد التجربة الفريدة إلى مكانها, والانقلابيون يتشبثون بخيوط مهترئة كلما أمسكوا بخيط وانقطع تشبثوا بالذي بعده وسيصلون في نهاية الأمر إلى طريق مسدود, لقد اعتقد الانقلابيون بأن إغلاق القنوات الإسلامية واحتجاز الرئيس كفيل بتحقيق مرادهم فلم يتحقق لهم ذلك, أقدموا بعدها على حل مجلس الشعب وإيقاف العمل بالدستور فهاجت شوارع مصراً أمواجاً بشرية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً, هددوا وأمروا بإلقاء القبض على قيادات الحركة الإسلامية فلم يفلحوا لأن الحركة صنعت من كل شخص قائد وإذا مات قائد أو اعتقل برز إلى الوجود الف قائد وقائد, أمروا بتجميد أموال قيادات إسلامية فلم يفلحوا, وفي الأخير اختم بما ختم به الرئيس/ محمد مرسي خطابه قبيل الانقلاب العسكري "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعقلون".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد