;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

كم بودي الكتابة عن رئيس سابق!! 1901

2013-07-15 07:03:02


أود فتح صفحة جديدة مع الرئيس صالح؛ ولكن الرجل من النوع الذي استوطن ماضيه ولحد مقته لكل جديد، أسأل الآن وبمرارة: ماذا يريد شخص حكم بلد بعفاطة وفهلوة واحتقار مدة نيفت ثلث قرن؟ زعيم تنظيم هلامي عجيب أسمه المؤتمر الشعبي العام، فمذ تأسيسه في أغسطس 82م وحتى اللحظة الراهنة وصالح رئيسه ودونما نرى فيه جديدا ذا أهمية وقيمة للمؤتمر وقاعدته العريضة المخدوعة بميثاقه ووسطيته، أو للتعددية الحزبية التي مازال ينخرها سوس التجربة الزائفة المضللة.
 فمن ضابط بسيط يعاني هزال البدن والتفكير والمعاش الشهري إلى اثرى أثرياء العرب والخليج، انه صنف غريب الأطوار، ففي الوقت الذي يجهد ذاته في دحض الفكرة القائلة باستيلائه على السلطة ومن خلال انقلاب عسكري اثر مقتل رئيس الدولة احمد الغشمي ؛ تجد تصرفاته لا توحي لك بانه من النوع الذي قد يرضخ ويستسلم لحقيقة مغادرته السلطة ثوريا وديمقراطيا أو حتى انقلابي وعسكري.
في الدول الديمقراطيات يغادر الرؤساء مناصبهم بعد دورة أو دورتين أو ثلاث، المهم في نهاية مدته يسلم الرئاسة لمواطن أخر منتخب من الشعب ذاهبا برفقة عائلته إلى منزله ومزرعته كي يعيش بسلام؛ وكي يدون مذكراته السياسية، في الدول العربية لا يبارح الحكام كراسيهم؛ إلا في ثلاث حالات؛ فإما الموت، أو السجن، أو المنفى. صالح يتفرد بكونه لا يشبه مبارك، أو القذافي، أو بن علي، إنه أكثر دموية وأكثر ولع بالسلطة من الرئيس بشار الذي لا أحسبه سيفرط بسلطان أبيه ولو اقتضى الأمر منه قتل شعبه وإحراق وطنه ومقدراته ومكاسبه .
رجل حكم ثلث قرن فماذا يريد من السلطة؟ رجل يمتلك من الثروة والمال ما لم يحظى به رئيس قبله أو بعده ؛ فلا أظنه يعاني من وطأة المديونية أو الفاقة كيما ينافح الآن في سبيل تسديد فاتورة أو زيادة مرتب، المؤتمر هو زعيمه ومؤسسه إبان ذروة مجده وعزه وحتى الإطاحة به ؛ فعلام هذا الإصرار المستميت على رئاسة المؤتمر وبعيد تسليمه رئاسة الجمهورية؟.
بودي التصالح مع صالح بحيث سأكون أكثر تهذيباً وأدباً، نعم بودي معاملته بلباقة واحترام بصفته رئيسا سابقا، بحيث إنني وكلما تناولت سيرته سأنسي مؤقتا مفردات مخلوع، وفاسد ونظام عائلي، وقبلي وسواها من الكلمات المستفزة التي طالما أغضبته وجعلته يتصرف مع قائليها بلغة سوقيه منحطة غير لائقة برئيس جل موهبته إهانة ذاته وشعبه ووطنه.
كيف يمكن استساغة تصرفاته الخرقاء؟ كيف له مطالبة الرئيس هادي بحل ومعالجة تركة مثقلة بالمشكلات والأوجاع والبؤر هو صاحبها وصانعها؟ كيف حكم بفشل رئاسة خلفه وهو الذي لم يمض على رئاسته السنة وفي ظرفية استثنائية وثورية غير مستقرة؟ ألم يحكم 34سنة كاملة وبسلطان مطلق وفرص افضل وبرغم هذه المدة الزمنية كل ما في هذه البلاد لا يشيء بوجود دولة، ونظام، ووحدة وديمقراطية، وتنمية، وخدمات، وتعليم جدير بالفخر والاعتزاز بكونها من منجزاته الدالة على نجاحه وتفوقه؟.
حقا الواحد يشعر بالقرف والاشمئزاز حيال أفعال عبثية صبيانية يقوم بها من يفترض انه اليوم في السجن أو المنفى على اقل تقدير، فكلما قلنا بقدرتنا على هضم خروجه بطريقة مشرفة وذكية؛ عاد لنا ثانية وثالثة ومن خلال المؤتمر الكيان الهش الشريك بكعكة الحكومة والرئاسة الانتقالية، ليت المسألة توقفت عند هذا الحد إذ انه يطل بين الفينة والأخرى, مهدداً ومتحدياً ومتوعداً: لم تلده أُمه بعد الشخص الذي يجبرني على الرحيل!.
منطق وقح وبدائي ومستفز، كأن نزاعنا معه على جربه أو بقرة لا على وطن وشعب تعداده خمسة وعشرين مليون ! طيب وعلى افتراض ان الثورة تماثل ذلكم الجبل الذي تمخض فولد فأرا هزيلا ومشوها ؛ فهل يعني أن هذه البلاد عقيمة غير قادرة على انجاب من سيخلفه ويقودها بكفاءة واقتدار ونزاهة وافضل مليون مرة من رئاسة صالح وسدنته؟ .
تصوروا لو أن ما انجزه الزعيم يضاهي ما حققه مهاتير محمد في ماليزيا، أو خوسيه ازنار في أسبانيا، أو حتى ربع ما أنجزه مبارك أو زين العابدين في مصر وتونس ! ربما كنا على الأقل سنتعاطف معه إزاء ضياع وتبديد منجزاته العملاقة المشاهدة في ربوع البلاد ؛ لكنه – وهنا المأساة – أضاع وطنا وأحاله إلى مجرد ضيعه يتشاطرها الأهل والأقارب والاتباع.
كما ولسوء حظه وقدره انه وبعيد ثورة عارمة ليس بمستطاعه ادراك حقيقة أن الزعامة والعظمة لا تأتى جزافا ومصادفة؛ وإنما تصنعها إرادة ورغبة وإصرار وعزيمة وتحدي ونجاح كبير مجترح وملموس وباق في حياة أي مجتمع.
فكل هذه عوامل مهمة وأساسية لمن أراد حفظ ذكرى عطرة وملهمة في قلوب وعقول الناس، وبما أن هذه الأشياء لم تكن حاضرة في ذهن الزعيم؛ فإنه يدرك أكثر من أي شخص أخر معنى ترك البلاد تمضي بسلام وخلف رئيس جديد يمكنه فعل أشياء مهمة وخلال مدة وجيزة.
أتطلع وبدهشة وحيرة فلا أجد في سلوك صالح ما يؤكد ويشير بمغادرته الرئاسة طوعا ورغبة في تجنيب وطنه مآل الحالة الليبية أو السورية، حسنا الرجل سلم السلطة سلما ووفي حفل مهاب قلما يتكرر ! فماذا يوحي لكم إصراره العجيب على رئاسة المؤتمر؟ أليست الأفعال المشينة والفاسدة دلالة على ذهن فاسد؟ فكما يقال البيضة الرديئة لا تأتي سوى من الغراب الرديء، المؤتمر في ظل رئاسة رئيس سابق ومخلوع لن يرجى منه سوى كل ما هو رديء وعفن.
فتارة يلوح بسحب وزرائه من الحكومة، وتارة أخرى ينقل المعركة إلى البرلمان، وإذا ما توقفت عصابات التخريب في مأرب ونهم برهة ؛ عاودت اغتيالات وتفجيرات القاعدة مدوية في حضرموت وأبين ومارب والبيضاء، أما وفي حال وتوارت فرق الموت والخراب لبعض الوقت؛ فحتما سنكون مع تظاهرات وشغب مطالبة ومنددة في العاصمة أو غيرها.
في النهاية تسأل وبسذاجة: أيها الزعيم المعتوه والمهووس بسلطانك الضائع ألا يكفيك عبث وخراب ثلث قرن من الزمن؟ أيها الرئيس الفذ البار الفارس المشير الرمز ألا تخجلك تصرفاتك المريضة الرعناء المنتقمة من كل شيء؟ ألا تكف عن جنونك وغطرستك ونرجسيتك المفتونة بعدسات الكاميرا وبهرجة السلطان؟ لقد كان فشلك وإخفاقك مهولا وكارثيا وماحقا؛ فلماذا لا تدع خلفك يقوم بما عجزت عنه ردحا طويلا؟.
 أيها الزعيم؛ ما من حاكم يخلعه شعبه بثورة وقرابين ودم ومن ثم يبقي رئيسا على رئيس دولة سواك وحدك ! ما من حاكم احترف اللصوصية وامتهن النهب والسلب والقتل والمكر والتضليل والكذب يصير زعيما وصاحب مجد نظيف ومشرف؟. أود الكتابة في قضايا حياتية اهم منك ومن خطبك، ارغب كثيرا بكونك سيرة من ماض حزين ومؤلم يجب نسيانه، أتوق لذكر ولو لحسنة واحدة من حسناتك، حاولت مرارا وتكرارا، كل محاولاتي باءت بالفشل أمام عنادك ولؤمك وإصرارك على الثأر والانتقام من كل شيء لا يتماشى مع رغبتك وتسلطك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد