بين الحين والحين يتم تحصين الأطفال ضد بعض الأمراض القاتلة المعروفة كأمراض الطفولة الستة مثلاً والتي منها الشلل والكزاز والحمى الشوكية وفيروسات الكبد, إلى آخر ذلك من الأمراض التي تؤذي الطفولة وقد تنهي وجودها عن الإصابة بها.. لكن ذلك النزول المفاجئ والمستمر بجرعات التحصين تلك في أوقات متقاربة يدعو للريبة والقلق, ما يبعث على القلق أن تلك الجرعات لا ترفق بإرشادات طبية مع جيش الممرضين والممرضات المسخرين جميعاً للقيام بمهمة التحصين, كما أنهم لا يسألون عن عدد المرات التي حصل فيها الطفل على جرعة مماثلة, بل إنهم لا يحملون أي كشوفات أو أرقام تؤكد مصداقية العمل أو على الأقل سلامته من الخلل.. بالإضافة إلى ذلك فإن عدد الوفيات المتزايدة من الأطفال وحالات الإسقاط أو الإجهاض المتكررة لدى النساء وتأخر خلو شريحة الأطفال من تلك الأمراض القاتلة أو المهددة لصحتهم.. كل ذلك يدعو للتساؤل: هل تحتوي جرعات التحصين فعلاً على مواد طبية وقائية أم إنها خدعة كبيرة يتم من خلالها حشد الرأي العام وتوجيهه إلى خدمة استهلاكية ناقصة أو صرفة عن قضية يجب أن تجد طريقها إلى مساحة الرأي العام؟.
حالات الإعاقة التي يولد بها بعض الأطفال الذين سبق لأمهاتهم التحصين الكامل ضد أمراض الإعاقة, وحالات الإصابة بفيروسات الكبد, والإصابة بالأمراض الفيروسية المتعددة وذات الظهور الحديث في مجتمع الأطفال, كل ذلك لا يجد الاهتمام الكافي من وزارة الصحة التي يجب أن توفر لهذه الشريحة الهامة من المجتمع جل رعايتها واهتمامها, بل إن من واجب هذه الوزارة القيام بحملات إشراف وتوجيه ومتابعة داخل المستشفيات.
يقع على عاتق وزارة الصحة مسؤولية كبيرة في توفير الحد الأدنى من الحماية والحد الأقصى من الصحة العامة المتوازنة, لكن هذا لا يحدث بكل أسف وشأن الوزارة في ذلك شأن كل الوزارات التي ينطبق عليها المثل القائل "باب النجار مخلوع"! ومع هذا فالذكرى تنفع المؤمنين, لكن إذا كانوا مؤمنين فقط.. تعم حالة استهجان بين الناس فيما يخص جرعات التحصين التي يحصل عليها بعض الأطفال مراراً ودون بطائق تؤكد على حصولهم عليها مسبقاً أو إمكانية حصولهم عليها لاحقاً, فتأخر الإنجاب أو الإصابة بعقم لا أسباب واضحة له مع حالات الإجهاض المتكررة لدى شريحة الشابات من المتزوجات.. كل ذلك يدعونا لطرح سؤال هام: ما الذي تفعله جرعات التحصين فعلاً داخل الجسم؟!.. ثم يدعونا ذلك إلى طرح سؤال آخر: إيهما أسهل على وزارة الصحة, صرف مكملات غذائية للأطفال كفيتامينات ضرورية لتقوية المناعة, أم صرف هذه الجرعات مجهولة الهوية؟!.. وبالتالي فإن سؤالاً ثالثاً يجب طرحه على الحكومة أيضاً: متى يمكن أن تدعم الحكومة بعض الأصناف الغذائية والدوائية دعماً لصحة أطفال اليمن؟.
ألطاف الأهدل
جرعات التحصين.. وين الملايين؟! 1524