تأثرت اليمن مع غيرها من البلدان العربية بثورات الربيع العربي وأضافت الثورة الشبابية السلمية لها طابعاً خاصاً ومميزاً عن باقي الثورات العربية وذلك من خلال المبادرة الخليجية التي توصل إلى اتفاق سلمي لنقل السلطة لكي يحفظ لليمنيين كرامتهم وتاريخهم وتراثهم الأصيل وأكسب هذه الثورة مزيداً من الانفراد والتميز والخصوصية..
وبالتأكيد جاءت الثورة الشبابية السلمية بالتغيير الذي انتظره اليمنيون ليتخلصوا من الفساد الجاثم عليهم منذ عقود للتخلص من نهب الثروات البلاد, إلا أن ريمة لم تهب عليها رياح التغيير رغم وجود دلالات ومؤشرات تدل على شوق وتلهف أبناء هذه المحافظة وذلك من خلال الاحتجاجات التي قاموا بها إلى منزل الأخ / رئيس الجمهورية التي لم تلق صدى لتلبية نداءاتهم, مما قاموا بالتصعيد بمنع المحافظ من الوصول إلى المحافظة لممارسة مهامه الذي أصبح خارج نطاق خدمة المحافظة وما زال مسئولاً عليها, مما يدل على تعنت الجهات المعنية بعدم استجابة مطالب أبناء محافظة ريمة في ظل الأنظمة السياسية المتعاقبة للجمهورية اليمنية التي لم تحظ بأي من الاهتمام والدعم ومورست فيها أساليب التهميش والإقصاء وأصبحت بمعزل عن اليمن وكأنها خارج النطاق الجغرافي للجمهورية اليمنية وكذلك الحال بالنسبة للنظام السياسي المعاصر في ظل التغيير والثورة الشبابية السلمية لم تلتمس هذه الثورة وهذا التغيير,, ولعلي أتساءل: لماذا لم يصل التغيير إلى محافظة ريمة؟, هل رصيد التغيير الثوري لم يعد كافياً, ولذلك صار لزاماً أن تنتظر محافظة ريمة لثورة ربيع عربي جديد ونقوم بشحن رصيد ثوري تغيير من خلال ذلك نستطيع أن نوصل إلى الهدف المنشود؟.
ما تتعرض له المحافظة من فساد مالي وإداري من قبل المحافظ وكذلك تهميش أبنائها من قبل الجهات المعنية, يتدل على أن ثورة البناء والتغيير لم تستكمل بعد في الجمهورية اليمنية وأن هناك أياد خفية تعمل على إيقاف عجلة البناء والتغيير رغم التصريحات الواضحة لفخامة الأخ/ رئيس الجمهورية بأن عجلة التغيير مضت ولن تتوقف.. ومن هذه النقطة أناشد فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية بأن يستمر في الدفع بعجلة التغيير من صنعاء بقوة من أجل أن توصل إلى محافظة ريمة.
ما يثير الإعجاب أن كل الاحتجاجات ضد محافظ ريمة, وكذلك المناشدات بالتغيير والدعوات لإنقاذ محافظة ريمة من الفساد والنهب, باءت بالفشل, بل بالعكس, فقد تم تكريم المحافظ وتعيينه عضواً في مؤتمر الحوار الوطني الذي يعول عليه الكثير من أبناء الشعب اليمني في رسم المستقبل.
عبدالله الشاوش
محافظة ريمة خارج نطاق التغيير.. ومحافظها خارج نطاق المحافظة 1194