بعد عامين من انطلاق شرارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي جاءت متزامنة مع أحداث الربيع العربي، لا زلنا نرى من يعتقد أن مشكلات اليمن الحالية هي نتيجة لثورة الشباب السلمية، وأن ثورة الشباب لم ينتج عنها سوى الخراب لهذا الوطن.
إذا كُنا نريد الخراب لهذا الوطن، فلماذا خرجنا إلى الساحات من أجل إسقاط الظلم أينما وجد؟, إذا كنا نريد الخراب لهذا الوطن، فلماذا خرجنا لاستعادة الحرية والكرامة المسلوبة؟..
عندما يقول البعض من المتخاذلون بأن ثورتنا فاشلة، لا أعرف ما هي المعايير التي استند إليها.. صحيح أن بقية أهداف ثورتنا لم تكتمل بعد، لكننا حققنا البعض منها، ومستمرون في تحقيق بقية أهدافها، مهما كانت العقبات.
لقد عانى الثوار في ثورة 48م و62م من تهم لفقت عليهم، ومن ظلم بعض مكونات الشعب الذي ناضلوا من أجله، لكنهم استمروا في نضالهم ولم يتوقفوا عند سُخرية أو تخاذل من قبل ضعفاء النفوس، ولكن التاريخ لن يغفل عن تسجيل مواقفهم.. إن التاريخ يقرر أن الشعب الذي لا يؤدي دورة أمام قضايا ما عليه إلا أن يُخضع ويُذل.. إن الوطن ملك الجميع، وليس ملك شخص أو حزب أو طائفة، من حقنا أن نناضل، من حقنا ألا نكون عبيداً، وأن نعيش أحراراً.
يبقى عدم استيعاب بعض مكونات الشعب لمشروع التغيير حتى الآن، هو العقبة الأصعب أمام تحقيق بقية أهداف الثورة.. مؤلم عندما نرى بعض مكونات الشعب عند حديثهم عن مشاكل البلاد يرمون اللوم والتهم على شباب الثورة، أليس الشباب هم الذين خرجوا من أجل أن يرى هذا الشعب النور؟.
لقد كان الثوار يقابلون الرصاص بصدور عارية، يقابلون أصوات المدافع بتكبيرات الأذان في الساحات، بالورود كانوا يستقبلون المصفحات العسكرية، ثوار وثائرات أبهروا العالم بتضحياتهم، بالزغاريد كانوا يزفون شهدائهم، الدماء قدمت لكي تكون مهراً للحرية واستعادة الكرامة المسلوبة.. سقط رأس الفساد, لكنه ترك لنا أرثا ثقيلاً لازلنا نعاني منه بعد، وستستمر المعاناة إلى أن نرى دولتنا المنشودة، فهل كانت هذه التضحيات هي سبب خراب الوطن؟.
لقد واجه شباب الثورة العديد من المحاولات القمعية من أجل إخماد الثورة الشبابية، بينما كانوا هم يشاهدون القمع على شاشات التلفاز.. لقد سقط في ثورتنا مئات الشهداء والآلاف من الجرحى، فهل هؤلاء الشباب كانوا سبباً في خراب الوطن؟.
إن الثورة لا تحقق أهدافها ما بين ليلة وضُحاها، إن الثورة تتطلب بذل التضحيات من أجل تحقيق أهدافها، إن الثورة تحتاج إلى قول وفعل لا يتوقفان.. من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فهو مخطئ، إن الثورة مستمرة، ما دامت هناك رغبة في تحقيق النصر المبين، إن الشباب هم ورثة الثورات وقادتها، وسيظلون يرخصون كل غالي ونفيس من أجل استمرار الثورة.
أيها المتخاذلون: كفاكم تخاذلاً، فنحن شباب لا نعرف المستحيل، وسنستمر في ثورتنا مهما تخاذل المتخاذلون، أو تهاون المتهاونون.. نحن ثوار لا ننثني أبداً، فإما أن ينال الموت منا، أو ننال مُنانا.
الله أكبر، الموت للفاسدين، اللعنة على الظالمين، العزة للشعب، المجد للوطن، النصر للثورة، الخلود للشهداء.
خالد وليد الفضول
أيها المتخاذلون كفاكم 1632