;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

طفولة مهمشة 1455

2013-06-12 22:36:35


تشرق عليهم شمس كل صباح وتغرب كل مساء وقد أكل النهار منهم واحتسى كل ذرة براءة, وقطرة عذوبة وحالهم كصدى يشبه الصوت ولكنه بلا ابتداء ولا انتهاء, أراهم كل يومٍ إلى جوار حاويات القمامة يتدلون على حوافها ويسقطون على محتواها المتعفن ويمرحون حولها وكأنها أرجوحة تحمل أحلامهم الصغيرة معهم ذهاباً وإياباً بلا موطنٍ ولا موعد.. أطفال مهمشون يتقافزون حفاة عُراة يحفهم ظلم المجتمع وقصور عقيدته العرقية ويلفهم غموض وجودهم الصامت بشيء من الغرابة واليأس معاً.
الطفولة في اقذر صورها وأسوأ معانيها وادنى درجاتها وما من مجيب لتلك النداءات الفاحمة التي تطلقها أفواه المنظمات والجهات الداعمة لحقوق الإنسان والتي تحاول أن توجد فرصة للمساواة الطبقية داخل مجتمعنا، لكنها تتحطم على صخرة العرقية التي تميز مجتمعاتنا العربية بشكلٍ عام.
المهمشون لم يعودوا هم أصحاب ذلك الرقم الهامشي على هرم المحتوى السكاني في اليمن وإنما اصبحوا يشكلون طبقة العمال المختصين بالوظائف الدنيا على سلم المهن الحرفية والوظيفية ابتداءً بخطف النعال وانتهاءً بتنظيف الشوارع من نفايات القبائل والسادة وما يقع بينهما من أصول وفروع.
والسؤال: لماذا لا تكون هناك فرص عمل للعمالة من باقي طبقات المجتمع في مجال النظافة والتحسين؟ ولماذا لا يكون للمهمشين فرص التحاق بالسلك العسكري حتى نخلق شيئاً من التوازن بين الأبيض والأسود الذي يحمله علمنا اليمني كشعار فقط ولم يفكر أحدُ ما قبل اليوم بالمعنى الواسع والإنساني للأسود والأبيض؟.
ينفطر قلبي كمداً على طفولة الوطن التي لا يختلف فيها أبناء المهمشين عن أبناء السادة والقبائل، ولعل فروقاً بسيطة جداً هي كل ما تبقى لتصبح الصورة أكثر وضوحاً وأعمق تأثيراً وأقرب إلى الحقيقة بعد أحداث سياسية مريرة أظهرت طوائفاً واخفت أحزاباً، لكنها فشلت في إيجاد مخرج حقيقي لشعب يموت أطفاله جوعاً بينما، يسقط أصحاب القرار فيه صرعى الجشع والطمع وتخمة المال والجاه والمناصب, وكأن أبناء هؤلاء من أبناء اليمن وسواهم من الناس مجرد أبناء سبيل, ولعلي أحياناً أصل إلى درجة من الحيرة أمام سلوكيات يفتعلها السادة والقبائل ليس فيها للشهامة والنخوة أثر, وسلوكيات أخرى تصدر عن مهمشين ليس فيها للعبودية والهوان أي أثر، بل إنها ناضحة بالشهامة والمروءة, فمن هو القبيلي هنا ومن هو المهمش؟!..
لكن على رأي أحد الزملاء في مجال العمل كلنا أصبحنا مهمشين, ولعل الخادم اليوم يجد من يطالب بحقوقه، لكننا نعجز أن نلفت الآخرين إلى حقوقنا!.
المهمشون عندنا قصة إنسانية تبحث عن وطن بحجم العناء الذي تصبح وتمسي عليه, ويكفي أن أحدنا نساءً كنا أو رجالاً لا يستطيع أن يكون تلك البدعة التي تتبعها ضلالة في الاقتراب من هذه المنطقة الإنسانية الشائكة التي فرضت على هؤلاء البشر خلف أسوارها حياةً لا تحياها الدواب ولا تطيقها هوام الأرض, فأدنى حشرة من هوام الأرض تتمتع بحرية أكبر من تلك التي يتمتع بها مهمش في اليمن, إنها العبودية التي ارتدت ثوب الديموقراطية ولم يجرؤ على نزع ثوبها أحد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد