خلال الأشهر الماضية تدفقت سفن الأسلحة الإيرانية على السواحل اليمنية, منها ما وصلت لأهدافها ومنها التي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها وعلى إثر هذا التدفق الكبير للأسلحة الإيرانية التي وصلت في بعض الشحنات إلى مصنع صواريخ مفكك والتي أثبتت التحقيقات التي أجراها فريق أممي وتحقيقات الأجهزة الأمنية اليمنية أنها كانت مرسلة لمليشيات الحوثي وكما صرح بهذا أكثر من مسئول يمني.
لقد تسربت الكثير من هذه الشحنات التي وصلت للسواحل اليمنية إلى مخازن ومعسكرات الحوثيين في صعدة وبعض المناطق وهذا يعتبر تدخلاً عسكرياً إيرانياً سافراً ما كان له أن يتم لولا ضعف السلطة وتخاذلها وتساهلها وضغوط أطراف فيها...
هذه الشحنات الإيرانية من الأسلحة التي تدفقت على اليمن أثارت المخاوف من تحضير وتجهيز مليشيات الحوثي لحرب طاحنة لاستعادة السلطة في صنعاء وبقية اليمن لحكم السيد الحوثي الذي يرى أن السلطة حق حصري منحه الله إياه, لأنه بحسب زعمه من آل البيت!!.
بلا شك تضررت سمعة إيران في اليمن بشكل كبير بسبب هذه الشحنات من الأسلحة وبسبب دعم مليشيات الحوثي المسلحة والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار في اليمن وهو ما دفع إيران وعملاءها لتغيير استراتيجيتها في تصدير الأسلحة لمليشيات الحوثي في صعدة وذلك عبر تجهيز مصانع أسلحة تركية في عدد من الجزر الإرتيرية التي أجرتها اريتريا لإيران وفيها معسكرات تدريبية للمليشيات الحوثية على أيدي عناصر من الحرس الثوري الإيراني وخبراء من حزب الله اللبناني الإيراني وقد أعدت إيران استراتيجية لإغراق السوق اليمنية بهذه الأسلحة "تركي مقلد" وبيعها لسماسرة وتجار سلاح وذلك كي تضرب عدة عصافير بحجر واحد فتصدر أسلحة وتستلم ثمنها وتغرق اليمن بهذه الأسلحة كي تدخل اليمن في مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار وفي الوقت نفسه تضرب علاقة اليمن وتركيا وتظهر إيران على أنها توقفت عن تصدير الأسلحة لليمن وأن تركيا هي التي تصدر هذه الأسلحة وتكون مستفيدة من تخريب علاقة اليمن بتركيا مثلما تسعى لتخريب علاقة اليمن بدول الجوار في الخليج..
هذه المعلومات ليست وليدة خيال العبد لله كاتب هذه السطور وإنما هي معلومة مؤكدة حدثني بها مسئول أمني كبير وقريباً سيصدر تقرير مفصل وموثق بذلك وبالتزامن مع حديث هذا المسئول الأمني قابلت رجل أعمال يمني لديه تجارة وأعمال بتركيا وقد أكد لي أنه قابل بعض المسئولين الأتراك في الموانئ والمطارات وقد أكدوا له أن أغلب هذه الشحنات من الأسلحة لم تمر عبر تركيا ولم تأت منها على الإطلاق وأن نسبة ضئيلة من هذه الشحنات فعلاً قد تم تهريبها من تركيا وقد فتحت السلطات التركية تحقيقا مع المتورطين وهناك أشخاص في السجن وآخرون يخضعون للمحاكمة بينما لم نر السلطات الإيرانية قد أشارت إلى موضوع هذه الشحنات ناهيك عن فتحها تحقيق في الأمر ومحاكمة المتورطين بتهريب هذه الشحنات وكل ما يصدر من إيران هو نفي واستهجان وسخرية رغم اعتراف البحارة الإيرانيين والمتورطين من الحوثيين الذين كانوا برفقتهم في بعض هذه الشحنات التي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها, مما يدل على أن إيران الرسمية متواطئة ومباركة لهذه الشحنات ومصممة على استهداف اليمن ودعم أدواتها الحوثيين لبناء دولتهم على أنقاض الجمهورية اليمنية وبوقاحة وعنجهية وتحدي بعيدا عن القيم الإسلامية والأعراف الدبلوماسية وهذا ليس عجيباً عن هؤلاء فهذا ديدنهم يقفون مع مصالحهم وعملائهم وأدواتهم ولو بإبادة شعوبهم كما يحدث في سوريا ولكن العجيب هذا الصمت المخزي والمخيف من السلطة اليمنية التي لم ترتق لمستوى الحدث ولم تتصرف في هذا الملف بوطنية على الإطلاق!!.
ليست لتركيا مصلحة في إغراق السوق اليمنية بهذه الأسلحة المقلدة وليس هذا من سياستها واستراتيجيتها المعلنة والواضحة وهي الشراكة والتعاون والتكامل مع دول المنطقة, نقول هذا ونحن نؤكد مرة أخرى أننا ضد أي شحنة أسلحة تأتي من أي جهة, لأن مصلحة بلادنا فوق كل اعتبار وهذا ما قلناه في مقال سابق..
ورغم كل ما يجري من استهداف إيراني لليمن ودور تخريبي إيراني نشط في بلادنا يحاول عناصر اللوبي الإيراني في اليمن أن يغطوا على الحقائق الواضحة كالشمس في وسط النهار ويقولون لك: هذه اتهامات من أشخاص مغرضين وعملاء لأمريكا وإسرائيل!!.. قال تعالى:( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)..رفعت الأقلام وجفت الصحف.
محمد مصطفى العمراني
الأسلحة الإيرانية وتدفقها إلى اليمن 1935