وأنت تمعن التفكير في مآل الأمور من حولك سواء في اليمن كقطر وجزء من الوطن العربي الكبير أم في أرجاء العالم بأكمله والوطن العربي كجزء منه تجد أن للشر سطوة عجيبة وللباطل انتصارات مجيدة على الحق وان هذا ربما يبعث في الصدور يأس مختلط بعدم اهتمام محبط وكأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد.
علينا ألا نشكو أو نتباكى مما يسمى الانفلات الأمني وانتشار الجرائم وسقوط الضحايا كلما سمعنا بجريمة تحدث هنا أو هناك أو تقطع أو اغتيال أو انفجار. ثم نعود إلى ركود عواطفنا إزاء ما يحدث حتى تجدّ مصيبة أخرى أو جريمة بشعة تخرجنا من صمتنا ونبدأ بالولولة والتباكي على ما آلت إليه اليمن."وكأن اليمن قبلا لم تكن على جرف هار ". بل الخشية أن يأتي علينا وقت نعتاد فيه مثل هذه النكبات في حياتنا اليومية وتمر علينا حينها مرور الكرام وربما يأتي يوماً آخر اشد سوادا وقتامة نستغرب فيه لماذا الناس لجأوا للهدوء ولم نعد نسمع عن تقطع ما أو اغتيال أو حتى سقوط طائرة مارة في الجو.
إن جل ما تعانيه اليمن من انفلات امني وتمزق و نشوب الخلافات والاعتداءات وتفنن في الاغتيالات وأيضاً هذه (البجاحة) في لغة البلطجة وسطوة وقوة الشر (حتى نجد المجرم يهدد ويتوعد بمعاقبة من يخالفه) كل هذا سببه هو الشعب نفسه.
إن أي خفوت أو تراجع من قبل قوة الحق يقابله توهج واندفاع لنقيضه من قوة الباطل.
ولا تقولوا إن الباطل ليس له قوة وكيان متين في دولتنا الجديدة القديمة بل نحن بالفعل مازلنا في حالة ثورة ضد انفسنا ومخاوفنا ومن فكرة استنساخ الفساد بصورة جديدة وأشخاص جدد...
إن التراخي في مواجهة قوى الشر في الوطن ناتج عن تراخي نابع من ذواتنا وعدم تحفزنا او اهتمامنا بقلع جذور الفساد من حولنا وكأن الأمر لا يعنينا جميعا دولة وشعبا.
لعل مشكلتنا نحن اليمنيين والعرب جمعاء أننا شعوب تحب الكلام. الكلام والشعارات الطنانة الرنانة التي تخلع القلوب وتثبتها حيث هي دائما. وحين يأتي دور الأفعال نتخبط كلا في اتجاه دون الاهتداء للطريق الأمثل في القضاء على مشاكلنا وحقيقة أن معرفة الطريق هو النجاح ولو كان طويلا وشائكا.
بدلا من كل اللجان الأمنية التي لم تزدنا إلا خوفاً ماذا لو راجعنا أوراق الثورة كلها منذ اندلاعها وحددنا مشكلتنا الأمنية وكيف انجرفت اليمن كلها إلى بؤرة صراع كانت فيها الفتنة نائمة( لعن الله من أشعلها )واستغل بذلك الفوضى الطبيعية للثورات في صنع فوضى أمنية تثبت أن الثورة شر محض واختيار سيء.
لو فعلنا ذلك وبالتأكيد قد فعلنا لو جدنا أن كل مشكلة وأبوها العائلة. فالقضايا اليمنية الكبرى من حدة الانفصال أو احتلال الحوثيين كل الدلائل تؤكد أنها لمصلحة شخص التقت مصالحه مع هؤلاء حتى التقطعات مثلا التي تطالب بحقوق معينة (أحياناً تكون عجيبة ) لها أماكن أخرى للمطالبة غير الطرقات لكن هناك من دفع وأوعز لها لتحدث مثل هذه البلبلة وكذلك عمليات الاغتيال المنظمة والمحكمة لأفراد الأمن والعسكريين والطيارين تشير لقصة انتقام أو تصفية لوجوه معينة و إن أضافت وجوه أخرى للتمويه.
باختصار يذهب الكثير من المحللين والفضوليين أن كل بلية أصابت اليمن هي من تدبير العائلة عن قرب أو بعد وان سطوة الفاسدين وقوة منطقهم ليست من فراغ بل من أموال هائلة تمدهم في طغيانهم وظهر جامد في الداخل والخارج يسندهم ويدعم شرورهم ضد اليمن وشعبه.
وهذا الشعب المنكود يعرف وجعه وصابر ويعلم علته وساكت ويعرف عدوه ويبرم معه اتفاق وحصانة, فإلى متى يلعق وجع الشوكة في الخاصر دون التفكير في نزعها نهائياً ورميها خلف الشمس؟..
فكرية شحرة
قوة الباطل وسطوته...من يصنعها؟! 1421