كما يجتمع الناس على صعيد واحد بين كبير وصغير وعلى قدم واحدة يصلون للإستسقاء, فلا تلبث السماء أن تمطر, كذلك يجب أن يحدث الشيء ذاته مع هذه الفوضى التي عمت بلادنا وتأبى أن تفارقها حتى أضحى الكل متربصاً بالكل, فهل تقل حاجتنا للأمن عن حاجتنا للمطر؟!!.. لذا يجب أن يدعو أئمة المساجد الناس إلى صلاة الحاجة حتى يمطر الله علينا الأمن والسكينة ويهدينا إلى سواء السبيل, كما يمطرنا برحمة الماء حين نستسقيه, ولعل رحمة الله تكون هي الحل القريب الذي لم نفكر به ولم يطرأ على خواطرنا قبل اليوم.
إننا نؤمن أن رحمة الله أوسع من كل فضاء وأقوى من كل بناء ولكننا لم نطلبها بقلبٍ واحد وكفكرة واحدة, ننام ونصحو وكأن الأمن من حق بعضنا وليس من حق آخرين, نروح ونجيئ وكأن السلام والاستقرار حكر على مجموعة دون أخرى.. لذا نقول بضرورة أن تكون لنا صلاة حاجة يجتمع فيها الصغير والكبير, الغني والفقير, المسؤول والأقل مسؤولية, على صعيد واحد ولغايةٍ واحدة, ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين..
نعم, نبتهل وندعو الله ليحقق السكينة ويزرع الأمن ويزيل البلاء وينتقم ممن يعيث فساداً في الأرض, ندعو بصوت واحد وعلى نية واحدة على من يثير الرعب في نفوس الناس ويقطع عنهم الكهرباء ويتمترس كذئب شرس على الطرقات بحثاً عن صيدٍ سمين قد يجده في شاب قليل الحيلة أو امرأة منزوعة الحياء أو طفل ليس له من الأمر شيء.. نعم, نبتهل كلنا, رجالاً ونساء, شباناً وشيبة, سنيون أو شيعة, تحت مظلة ربانية واحدة, لا يكون القصد منها إلا أن تعود أوطان المسلمين كافة إلى مربع السلام برعاية من الله وكرم لا يكون إلا منه ولا ينسب إلا إليه.
نعم, نحن بحاجة ماسة إلى صلاة الحاجة حتى تجتمع القلوب وتتوحد الرؤى وتقف الصفوف بين يدي الملك القهار الذي يستطيع بقدرته وحده جل جلاله أن يقهر كل مغتصبٍ ومعتدٍ ومفسدٍ لا يقصد مما يفعل ويقول إلا الفتنة وإشاعة الفاحشة والتدليس على الخلق ونحن أهل الإيمان وأصحاب الحكمة, فإذا لم يدعونا إيماننا إلى اللجوء إلى الله إلى ما يدعونا إذاً؟! وإذا لم ترشنا حكمتنا إلى رحمة غامرة ليس لها بداية أو نهاية بعد أختلط علينا أمر ديننا ودنيانا وبدأت تظهر في مجتمعنا بعض علامات التمزق والشتات الذي إن لم تتغشاه رحمة الله سيهلك ما تبقى فينا من يقين وربما تعدى الأمر ذلك إلى دائرة العقيدة وها نحن نرى اليوم من يرتد عن دينه تحت شعار حرية الأديان وما عسانا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
إنها دعوة إلى كل أئمة المساجد بأن يدعوا الناس إلى صلاة الحاجة الجماعية لعل الله أن يرحم بها حالنا ويكشف بها غمتنا ويتوب بها على من تسيره إرادة الآخرين دون أن يكون له حق الاختيار.. والله المستعان على ما يصفون!.
ألطاف الأهدل
حين تصبح صلاة الحاجة فرضاً.. 1544