;
هشام العزعزي
هشام العزعزي

متى سنلحق بالركب؟ 1191

2013-05-09 02:54:51


يشهد العالم اليوم تطوراً سريعاً في كل مجالات الحياة، بينما المواطن اليمني مازال يصارع من أجل الحصول على القليل من الضوء لإنارة البيت، وماء وفتات طعام لسد الرمق، وتكاليف زهيدة لتعليم ابناءه والكثير من الأساسيات اللائي مازلن صعبة المنال وكل هذا في ظل شوارع أشبه بمكب النفايات، ومدارس حكومية كالسجون، ومرافق خدمية تفتقر لأبسط الخدمات، ودولة بلا سيادة ولا قانون.. إنها حقيقةً مفارقات عجيبة تجعل الفجوة الزمنية تتسع بيننا وبين دول العالم الآخر.
ومع كل هذه الحمولات الثقيلة، والصراعات السياسية، والمكايدات الحزبية، والاختلافات الطائفية التي اضيفت مؤخراً إلى حمولات المواطن المسكين يبقى المواطن اليمني الـمُسْتَذَلّ والمُعْسِر يرتقب ويهتف لذاك ويمجد الآخر، وينتظر ما ستفرزه جلسات مؤتمر الحوار الوطني التي ترسل لنا بصيص من الأمل للعيش عليه.
إن اليمن اليوم حبيس زجاجة من التخلف ومازال يبحث عن المخرج العويص، ولن يعثر عليه بشكل سَلِس بسبب الظروف الملقاة على عاتقه التي ترغمه على العيش بحياة يسودها الوُجُوم، ويُفرض عليه القبول بما هو موجود متناسياً أنه ينتمي لأرض مليئة بالثروات ولكنها أفقرت وهي ليست بدولة فقيرة.
إذا تَأَمَّلَ المواطن اليمني وحاول أن يعيد التفكير في السبب الذي يجعلنا عالقين في القرون الوسطى ، ونرفض الانخراط في القرن 21سيتوصل إلى نتيجة محتملة وهي أنه هنالك أربعة أسباب تقريباً تقف وراء تأخرنا عن الـرَكْبِ:-
أولاً: اليمن تحتاج لقائد فَطِن وشجاع، صاحب فكر سوي ونظرة مستقبلية عميقة، وإرادة قوية فلقد تصدعت رؤوسنا بسماع بعض الشخصيات التي يقال أنها الأجدر لرئاسة اليمن وكأن بطون أمهات اليمن لم تنجب إلا هؤلاء.. ومع ذلك إن لم تُجدد الفترة الرئاسية لهادي وخاض الشعب انتخابات رئاسية نزيهة سنجد كل يصوت لحزبه، والجميع يدعم ممثله في الانتخابات حتى إن كان ليس مؤهلاً لها، فعند المصلحة الشخصية تغيب مصلحة الوطن.
ثانياً: حمولة أخرى وسبب آخر تكمن في جمع من الدول الخارجية التي ترغب أن تبقى اليمن في آتون التخلف، والانحدار الاقتصادي, لأنها تعلم أنه أن نهضة اليمن ستؤثر عليها سلباً، ودول أخرى تسعى للتمدد الطائفي بأي نَهْج، ولا تهتم إلا بمواصلة توسعها الطائفي وامتداد رقعتها وبين ذلك وذاك تبقى اليمن هي الضحية.
ثالثاً: جهل المواطن وفكره العقيم وثقافته السقيمة، وتركته القبلية والعسكرية، هي احد الأسباب التي جعلتنا لا نلحق بالركب السائر إلى الأمام, فعلى مر العصور سعى الكثير على تكريس ثقافة الجهل في أذهان الشعب، ومحاولة إبقاءه في مستوى ثقافي محدود حتى لا يضجر من مستواه المعيشي والتعليمي.. كما أن العادات والتقاليد التي ظلت تلازمنا وارتكازنا على فلسفة "شيخ وخادم" زاد من بطئنا في طريقنا للموكب.. وهنا أود التنبيه بأن إرث القبيلة في اليمن به قيم جميلة ولكن فكر السلاح وسياسة البلطجية قضت على تلك القيم الجميلة, فما علينا سوى نخالة الأمور السيئة التي أصبحت تشكل مُعْضِلَة علينا.
رابعاً: الأحزاب السياسية, فلقد أصبحت تشكل مصدراً باعثاً للروائح النتنة، والقلاقل السياسية وتجر وراءها قافلة كبيرة من المتحزبين.. لا أقول هنا إن علينا التخلص من الحزبية, بل لكل شخص حريته في اتباع أي حزب وانتهاج أي فكر ولكن فليكن الحزب الأول هو اليمن، ولنقدم مصلحة اليمن عن الجماعة والحزب.
 بكل تأكيد من تعمق في النظر بالأسباب التي تجعلنا في الصفوف الخلفية سيلقى الكثير من الأسباب غير هذه، ولكن يظل السؤال في الأخير: هل سيظل الشعب تحت مطرقة الجهل وسَنْدَانُ التخلف؟ وهل سيظل صوتاً صارخاً في البرية لا صدى له؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد