إن الحادثة الأخيرة التي قامت بها إسرائيل في ضرب مخازن أسلحة تابعة للنظام السوري (الأحمق) أربكت الشارع العربي وبالذات السياسي, وأدخلته في دوامة يصعب الخروج منها أو تجاوزها وبالذات (المترديين) و(المذبذبين) في مواقفهم السياسية من الثورة السورية والنظام القمعي (الحاقد).
لنترك (ترتيل) التنبؤات و(حشد) العواطف وسردها جانباً ولنبتعد عنها, ولجعل العقول هي (فارسة) الحكم في هذا الميدان وهذه القضية, فبالله علينا كيف ستتجرأ دولة الكيان التي لا نعترف بها أن تُقدم على ضرب أسلحة من (شرَّع) لها احتلال أرض (الجولان) هو وأبوه منذ سنوات, وكيف ستتجرأ أيضاً أن (تعكِّر) مزاج من سلَّمت لهم (العراق) على طبق من (تآمر) بعد احتلال أمريكا لها بموافقة إسرائيل إن لم يكن بطلب منها..
فضرب إسرائيل كما أرى ويرى الكثير من المحللين بأنه لهدفين وقد تكون هناك أهداف لا يعلمها إلا الله والخائضين فيها, فالهدف الأول هو: أن إسرائيل أرادت من خلال ذلك إرباك المشهد السياسي في المنطقة وحشد (التعاطف) العربي والإقليمي لبشار والعمل على تقويته.. أما الهدف الآخر والذي هو أقرب ما يكون إلى الواقع وهو أن: الكيان الصهيوني وصل إلى مرحلة اليقين بأن نظام بشار الأسد ساقط لا محالة, فأراد أن يضرب تلكم الصواريخ والأسلحة التي يقول البعض بأنها خطيرة جداً كي لا تقع بيد الثوار بعد أن يذهب بشار بأي شكل من الأشكال فيدخرونها وقد يقفون أمام إسرائيل في المستقبل بقوة القادر وبقوة هذه الأسلحة أيضاً.
أرجو أن يعلم الجميع ويعي بأنه لا يوجد أي تحالف بين الثورة السورية والعدو الصهيوني الغاشم كما يروِّج البعض كي يغنم الأسد بعض الأصوات المترددة والغير واضحة في مواقفها, لأنه من الصعب جداً التحالف بسبب أن الثورة ليست جهة واحدة أو مكون وحيد كي يتم التحالف, إنما الثورة تمثل عدة جهات وتحالف أكثر من قوة سياسية فإذا تحالفت جهة رفضت الأخرى وأصبحت الثورة مشتتة وفي دوامة وخطر كبير.
أرجو أن أكون قد أصبت فيما رأيت وأسأل من الله أن يخرج سوريا الحبيبة مما هي فيه وأن يوصل كل بلداننا العربية والإسلامية إلى بر الأمان, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
صدام الحريبي
إسرائيل تؤيد الأسد!! 1343