الفترة القادمة من عمر التحصيل العلمي هي من أهم الفترات الموسمية من كل عام, أنها مرحلة الحصاد الذي ينبغي أن يأتي بأفضل الثمر, لكن هذا لن يتأتى إذا لم تتوفر للطلاب والطالبات من أبنائنا شروط الاستذكار الضرورية التي تساعد على استيعاب وتذكر أكبر كمية من المعلومات العلمية والأدبية أياً كانت المرحلة الدراسية لأبنائنا.. وينبغي أن نذكر معاشر الآباء والأمهات أن تهيئة أجواء نفسية جيدة داخل المنزل من أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث التوازن النفسي لدى الأبناء ومن ثم الانطلاق نحو التحصيل, والعكس من ذلك صحيح, حيث الثابت علمياً أن وجود مشاكل أسرية ووصولها بشكل أو بآخر إلى مسمع ومرأى الأبناء يؤدي إلى الشعور بالخوف والقلق والتشتت الذهني والسرحان وعدم الرغبة في تناول الطعام ومن هنا وجب الحذر من انفعال المشاكل وإسقاطها على الأبناء سلباً.
ومن المفيد أن يدرك الوالدان أن توفير الغذاء الجيد للأبناء يؤدي إلى توفير المواد الكيميائية الضرورية التي يكونها الغذاء والتي يتم عبرها نقل المعلومات إلى المخ والجسم وبالتالي ثباتها واستخدامها عند الحاجة إليها دون استهلاك طاقة جبارة للتذكر والاستدعاء.. تلك المواد الكيميائية تسمى ناقلات عصبية وفي حالة نقص الغذاء أو حتى فرطه تضعف ذاكرة الطالب ويصاب بالنسيان أو عدم القدرة على التركيز.. من هنا كان ضرورياً على كل أسرة توفير بعض الأغذية الجيدة لتحسين الأداء الذهني والمحتوية على الفيتامينات والمعادن الضرورية التالية "الكولين, المنجنيز, فيتامين B , الحديد, الفسفور, اليود" وهذه الفيتامينات يكثر إدراكها في "البقول, القمح, البيض, الخضروات, المكسرات, اللبن والجبن, التمر والأسماك والعسل"...
وقد لا يكلف اغلبها الكثير من المال, لكنها فقط بحاجة إلى خبرة في الطريقة التي تقدم بها للأبناء, فلا داعي مثلاً للقضاء على الفيتامينات بالطهي الدسم أو الإضافات غير الصحية والتي تحول الطعام من قائمة المفيد إلى قائمة الضار دون وعي أو اهتمام..
 أيضاً يجب أن يحصل الأبناء على القسط الأوفر من النوم والراحة, لأن هذا يساهم في تعزيز النشاط الاستيعابي للطفل أو الشاب من الجنسين ويدفعهما لتحقيق المزيد من التحصيل وبالتالي التفوق المنشود منهما ومن الوالدين أيضاً, وليساهم الوالدان في بعض النصائح المفيد للتذكر, مثل ذكر الله تعالى لقوله تعالى في الكتاب الكريم "واذكر ربك إذا نسيت" ودوام الصلاة على سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" "أجعل لسانك رطباً بذكر الله" صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم".. أيضاً فإن عملية الربط الذهني والقائمة على تحديد أوجه الشبه والاختلاف أو ربط المعلومة باسم أو زمان أو مكان معين يؤدي إلى سهولة تذكرها.. كذلك فإن تدوين المعلومات وترتيبها والاطلاع عليها باستمرار يؤدي إلى ترسيخ المعلومة في الذهن والاستفادة منها في الوقت المطلوب وبمنتهى البساطة.. ممارسة رياضة المشي أو التنفس بطريقة طبية صحيحة سيؤدي إلى حصول الجسم, وبالتالي المخ, على نصيبه الوافي من الأوكسجين.. وهكذا ستؤدي كل هذه العوامل مجتمعة إلى أجواء نموذجية للاستذكار وبالتالي تحقيق التفوق.