تشكو الكثير من الأمهات ومعهن الكثير من الآباء إلى تغيير أنماط السلوك التفاعلي الذي يصدر عن الأبناء والبنات في سن المراهقة, وهنا أمر طبيعي جداً لأن لكل سن من رحلة عمر الإنسان أنماط سلوكية معينة لا يكون مرجعها التفسير المنطقي أو الغير منطقي السلوك الصادر من المرسل وإنما هناك تغيرات فسيولوجية وأخرى بيولوجية محددة يتعرض لها الإنسان خلال فترات حياته المختلفة وهي التي تلعب الدور الأكبر في نوع السلوك الناتج عنه كمستقبل للحدث, والمشكلة أن الأهل تحديداً هم من يلعب الدور السلبي في حياة الأبناء منذ سنٍ مبكرة, فتوفير المتطلبات الحياتية بشكل بذخ وبعيد عن التقنين والتمييز بين سن وأخرى يؤدي إلى عبور الأبناء بلا رقابة إلى مرحلة اللا مبالاة والاستهتار التي تبدأ بالماديات وتنتهي بمعنويات الآخرين وربما حياتهم أيضاً, حصول الكثير من الأبناء والبنات مثلاً على أجهزة تكنولوجية تسهل التواصل بينهم وبين سواهم ممن قد يستغل احتياجاتهم العاطفية والجسدية بشكل مبكر قد يبقى نقطة سوداء في تاريخهم النفسي والاجتماعي وهذا يجعل من الصعب التغلب فيما بعد على عقدة النقص والرغبة في الانتقام حين يتجاوزن المرحلة العمرية الحالية إلى مرحلة عمرية أكثر نضجاً ومعرفة, لكنها أيضاً أكثر حساسية للكثرين منهم..
لذا نشدد على عدم إتاحة الفرصة للتكنولوجيا بالعبث بمشاعر أبنائنا بشكل سري بعد أن سيطرت على المجال العلني بكل ما فيه من رموز ومتغيرات فلا نسمح مثلاً بحصول الأبناء على موبايلات ذكية وهم دون سن الثامنة عشر لأنها من ضمن الأجهزة الأكثر خطراً من جانب الربط والتوصيل الذي تتقنه بعناية فائقة بينهم وبين آخرين مارسوا العبث الأخلاقي أو لديهم فكرة كافية عنه.
الفتيات هن الجانب الأضعف في أي معادلة لنا يجب الحذر من أن يحصلن على تلك الأجهزة أياً كان نوعها قبل أن يصلن إلى السن التي تجعلهن أكثر حرصاً وحيطة ودراية كافية بالخطر الذي يمكن أن يحدق بهن كنساء صغيرات للمقاهي التي تغذي قنوات الرذيلة في المجتمع لا يجب أن يرتادها الأبناء والبنات وأن دعت الضرورة لذلك فليكن تحت الرقابة الأسرية إذا لم يتم الحصول على الأمر وعلى مرأى من الوالدين بين براثن العابثين والمنحطين أخلاقياً, يحركون مشاعرهم ويستدرجون فطرتهم ويحطمون حواجز الشرف والحياء لديهم في دعوات سافرة لخطاب الحواس الذي ذهب ضحاياه آلاف من الشباب والشابات حين تبدأ المسألة بمكالمة هاتفية خاطئة أو ماسج غير مقصود أو مشهد لا أخلاقي يرمى على أرصفة الشات كطعم لا يقع فيه إلا من كان خارج دائرة الرقابة الأسرية وتوافرت لديه أدوات التواصل والاتصال الخطرة تحت مظلة داكنة من البعد عن الحق وأداء الواجبات الدينية والمجتمعية بشكل كامل وأيضاً يحدث ذلك في لحظة من غفلة الحكومات عن أهمية السيطرة على منافذ التكنولوجيا وتحديد برامج جيدة لاستثمارها بشكل مقبول.
ألطاف الأهدل
بابا جاب لي "آي فون" 1706