تخيل أن تكون سبباً في حدوث السعادة وعودة الأمان وشيوع الطمأنينة.. تخيل أن تكون سبباً في إعادة الابتسامة وتحقيق التغيير إلى الأفضل والارتقاء بمستوى العطاء الفكري والثقافي والمعرفي.. تخيل أن تستيطع الوصول إلى مرحلة السيطرة على كل عرف جائر وعادة سيئة وتقليد أعمى يلغي قدرة الفرد على الإبداع ويجعله عرضة للمصادرة الإنسانية.. تخيل تستيطع رفع شعار الحرية المؤطرة بحق الآخر وأنك تملك الآلية الصحيحة لتحقيق ذلك وأنك تسير فعلاً وفق رؤية حضارية واضحة تعطي الجميع فرصاً متوازية مع حركة النهضة الشاملة.. تخيل أن لا قوة تقف في وجهك وأنت تدعو لتحقيق العدالة وأن باستطاعتك إنصاف كل من يستجير بك بعد الله لتحميه من عدو ملك كل أسباب القوة وملكت أنت كل أسباب الحكمة.. تخيل أنك تملك الكثير لتمنحه للآخرين وأن لك من الملكات ما لا يمكن حجبهُ عن حيز التنفيذ وأنك تملك أيضاً قدرة اكتشاف ودفع كل من له هواية وأنك صاحب رسالة إنسانية عظيمة تخولك العطاء بلا حدود ولا قيود ولا اعتراض من أي سلطة.. تخيل أنك يمكن أن تكون همزة وصل بين من ليس لديه أي وسيلة للوصول ومن يملك كل وسائل الانطلاق إلى حيث تجذبه أقداره وتدفعه رياح الحظ الباسم، لكنه لا يصل أو يمتنع عن الوصول.. تخيل أنك تستطيع حماية كل نساء المجتمع ورعاية كل أطفاله ودعم كل شبابه وتقديم العون لكل كبار السن فيه.. تخيل وتخيل وأمعن في الخيال بقدر ما تشاء، ثم انظر لنفسك في المرآة!.. الوطن بحاجة إلى كل ذلك، بحاجة إلى أن تبدأ بهذه العزيمة وهذا القدر الكبير من الإرادة والرغبة في التغيير إلى الأفضل، فقط تستطيع الجهود الفردية المستمرة التي لا تعرف الاستسلام أن تصنع ما لم تستطع إنجازه حملات جمعية كبيرة، لكنها مغرضة ومحددة ومهدفة ومسكونة بنوايا أخرى تختلف عن نوايانا التي تحرك كل طاقاتنا نحو السمو بهذا الوطن وكأن قليلاً دائماً خير من كثير منقطع حتى في عطائنا لهذا الوطن.. نستطيع أن نكون سبباً في إحداث التغيير الإيجابي إذا آمنا بما نفعل وعلى أساس قوي من صحة المعتقد وسلامته من العيوب التي قد تقلب آية الإصلاح إلى تخريب وغاية الفلاح إلى وصاية من لا يملك الحق في تقديم الشفاعة ونحن بين هذا وذاك في زاوية الإمكان والتمكين، فلا أننا حفظنا ماء وجوهنا ولا أننا اعتمدنا على أنفسنا في إخفاء وترميم وبناء ما حطمته يد السياسة في وطن يتناول فيه الناس السياسة كطعام وشراب إجباري صعب الهضم وغير قابل للإمتصاص!..
أعتقد أننا نستطيع أن نفعل الكثير، لكننا نجهل استشراف المستقبل القريب دون وجود أدوات تسمح لنا برؤية واضحة، وهذا قرار نملكه نحن وليس أولئك القابعون على مقاعد السلطة.
ألطاف الأهدل
تخيل أن..!! 1677