تشكو الكثير من النساء ومثلهن أكثر من الرجال من عدم القدرة على تكرار تجربة الارتباط مرة أخرى بعد المرور بتجربة زواج فاشلة والأسباب لا تتوقف فقط عند حد الخوف من الفشل أو عدم القدرة على التوافق والانسجام أو البقاء في دائرة الماضي الذي يرى فيه البعض شبحاً مخيفاً بالنسبة لهم، إنما يتعدى الأمر ذلك إلى محاولة التغيير التي يترتب عليها حالة الهجوم أو الدفاع عن النفس المتيقظة والمنعكسة على أنماط السلوك غير المقصودة من قبل المرأة أو الرجل كلٌ تجاه الآخر. لهذا قلت مراراً أن على الرجل والمرأة وقبل الدخول مجدداً في تجارب عاطفية على انقاض أخرى لم يكتب لها الاستمرار، قبل أن يحدث ذلك عليهم الحصول على مادة توعوية كافية حول العلاقات الزوجية والطريقة المثلى للبقاء عليها فاعلة ومتوهجة ومستمرة وعلى قدر كبير من النجاح الظاهر والباطن أيضاً..
فالزواج علاقة معقدة لأنها تمزج بين تيارين بشريين مختلفين كماً وكيفاً، وهي العلاقة الإنسانية الوحيدة التي لا حدود فيها للاندماج بين قطبين قد يكون أحدهما سالباً والآخر موجباً، ولكن ولأن هناك مقومات أخرى كثيرة توجب بقاءها وتتسبب في استمرارها ,فإنها تبقى مع الأخذ بعين الاعتبار أن لهذه العلاقة قدسية خاصة تجعل من الصعب على أن من الطرفين الوقوف أمام ما قد يطرأ عليها من منغصات موقف الحكم، إنها الفطرة التي تحدث لتستمر وتبقى لتدوم، تلك المادة التوعوية التي أتحدث عنها لا تتوقف فقط على نصائح لفهم أنماط السلوك المختلفة الصادرة عن الشريط وعدم تفسيرها بناءً على حدث طارئ بالإضافة إلى دراسة الصفات والطبائع والسمات الشخصية للشريك بل تتعد ذلك أيضاً إلى برامج خاصة للسيطرة على الانفعالات وردود الأفعال الناتجة عن خلفيات مشوشة مع افتراض حسن النية في كل فعل وقول يصدر عن الشريك والابتعاد عن طريقة الإحصاء المتراكم في التأويل وتفسير المواقف المختلفة.. إنها محطة للتزود بالوقود والأمتعة اللازمة و الصيانة الروحية والعاطفية الجيدة حتى تكون الرحلة القادمة أكثر أماناً ومتعة لا يتردد أحدكم أو إحداكن في التواصل مع أصحاب المشورة وأهل الاختصاص في هذا المجال ,فالأمر ليس صعباً كما أنه ليس هيناً أن تسير في طريق الأشواك حافي القدمين ولديك ما يحمي قدميك منها.. أحصلوا على المشورة سواءً كان ذلك بالقراءة أو الجلوس مع من يختص بتقديمها لكم كدواء ناجع يؤدي حتماً إلى نجاح العلاقة الزوجية الجديدة بإذن الله.
الزواج والطلاق من أمر القدر ولا يملك الإنسان أمامها إلا التسليم بحدوثها، لكن على الإنسان أيضاً أن يأخذ بالأسباب المؤدية إلى النجاح فيهما ,فكما أن هناك زواجاً ناجحاً, هناك أيضاً طلاق ناجح وكأخصائية اجتماعية أرى أن نعمل على إنجاح كلاهما حتى نخرج بأزمات عاطفية أخف وطئاً على قلوب أرق من أن تحتمل ما يتجاوز طاقتها.
ألطاف الأهدل
هما بحاجة إلى توعية زوجية 1523