مع أننا نعيش هذه الأيام مؤتمر الحوار الوطني والذي يُفترض أن نبتعد فيه عن المشاحنات والتحريضات والحملات الإعلامية , إلا أن هناك أطرافاً وقوى لا زالت تشن هجوماً شنيعاً وحملات ممنهجة على أكبر مكون ثوري وسياسي تحت عدة مسميات (وهمية) و هذا المكون يتجاوزها بكل هدوء ورقي وتفاهم كما يتجاوز الماء الصخور بكل لطف وبدون إصدار أي صوت, وهي في الأصل - هذه الجهات - منظمة وتابعة لجهات واضحة وضوح شمس هذا المكون في تعامله مع كل الفرقاء السياسيين دون أي حواجز أو مسميات .. كل ذلك في الحسبان ومن الممكن أن يحدث إلا أنه ما لم يكن مُتوقعاً هو أن يتلقى هذا المكون العظيم الضربات تلو الضربات من (أولي القربى) أي من رفاقه في النضال الذين تفانوا في العمل بإخلاص معهم حتى ارتقوا بفكرتهم السياسية بعد أن قد حاول طمسها النظام السابق بقيادة المخلوع .. من الممكن أن يتلقى الإصلاح هجمات وحملات من النظام السابق أو ممن يخالفونه سياسياً أو حتى فكرياً إلا أن ما لا يُتوقع هو أن من يكون المحرض وقائد الحملة ينتمي للاشتراكي أو الناصري وهما الحلفاء الرئيسيين للإصلاح في إطار اللقاء المشترك فما يتلقاه اليوم الإصلاح من معظم أفراد هذين الحزبين كافٍ لأنه تُهدم بهما دول صلبة تجيد كل أفنان اللعب والسياسة واللف والدوران إلا أن الإصلاح ظل صامداً في وجه هذه الفرقعات السياسية لأنه يمتلك مشروعاً عظيماً ومؤمن به إيماناً راسخاً بغض النظر عمن يحاولون حرفه عن المسار ..
إن استهداف الإصلاح وتحالف بعض القوى ضده يوضح لنا مدى أهمية هذا الحزب ومشروعه الوطني الوحدوي الذي أصبح واضحاً للجميع حيث يجعلنا نشعر بالخوف من بقية المكونات التي لم تفصح عن هدفها ولا زالت تراوغ وخاصة في قضية الوحدة من عدمها حتى تجعل لها كما يقال (خط رجعة ) في كلا الحالتين فلا هي أوضحت موقفها من الوحدة ولا غيرها مستخدمة أبواقاً ضعيفة للتحريض ضد كل ما يبنيه الإصلاح من موقف شريف !!..
ما يمر به الإصلاح اليوم من تحريض ضده وضد ناشطيه وقواعده وقياداته ما هو إلا عبارة عن إفلاس سياسي وطفرة نوعية لم تشهد اليمن مثلها تعاني منها القوى التي ترى من هذا التجمع حجرة عثرة أمام مشاريعها الصغيرة والتي تقدّم مصلحتها الشخصية على مصلحة الوطن ولا ننكر أنها تسعى للمصلحة الوطنية .. إن ما نعاني منه اليوم وخاصة في اليمن ليس كما يدّعي البعض ويطلق ألفاظ التخوين وغيرها ولن أخوّن أحداً هنا, فالجميع تهمه مصلحة الوطن إنما كل يرى أن تنفيذ هذه المصلحة من زاوية معينة والبعض تهمه المصلحة الوطنية, لكنه يقدّم مصلحة الحزب والفرد على مصلحة الوطن, فمثلاً وكما يقول أحدهم : سنبني الحزب أولاً ونعيد له مجده وقوته ومن ثم سنبني الوطن.. في حين أن الوطن أحوج للبناء.. وهذا هو الخطأ الفظيع الذي وقع فيه الكثير من السياسيين والمكونات والأحزاب..
لا أطيل , إنما أريد أن أنبه بأن الإصلاح أثبت عكس ما يدعيه المغرضون وأثبت بأنه حزب بحجم الوطن وأنه كبير وعظيم وراقي فقد أُحرقت مقراته في أكثر من محافظة وتم الاعتداء على أعضائه في أكثر من مكان وسُب رموزه وقيادته على أكثر من ورقة ومن أكثر من فاه وهو لا زال يتحمل من أجل الوطن وهذا إن دل فإنما يدل على قوته وشدته, فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) صدق رسول الله .. ولسنا ببعيدين عما يحصل اليوم في مصر من جرم تجاه حزب الحرية والعدالة مع أنه الحزب الحاكم إلا أنه لا زال يتعامل مع الأمور بكل أريحية, بعيداً عن استخدام العنف رغم استطاعته على ذلك.. والله من وراء القصد ..
صدام الحريبي
الإصلاح وحيداً !!! 1406