قبل انعقاد أي مؤتمر حوار محلي بتعز نحن بحاجة إلى تهيئة عامة وإجراء تصالح وتسامح بين أبناء تعز ولقاءات جادة ومكثفة بين مختلف المكونات والأطياف، واتخاذ خطوات جريئة للقضاء على الفساد وإزاحة الفاسدين، ورد الاعتبار للشهداء وأسرهم ، وإزالة الاحتقان بمواجهة القضايا بصدق ووضوح، فأبناء تعز معظم الحواجز التي بينهم وهمية ليس لها أساس في الواقع، صنعها بينهم النظام السابق وكان لا يروق له أن يجتمع أبناء تعز على شيء، حتى إذا أرادوا إنشاء جمعية خيرية تقوم قائمة النظام ولا تقعد حتى يفشل عملهم الخيري، لكن الآن الظروف مهيئة لتوحدهم من أجل تعز أولاً ومن ثم من أجل اليمن كل اليمن، لأن ما يصيب تعز يصيب ربوع الوطن بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
فيجب على الجميع تقديم تنازلات والقبول بالآخر وفق رؤية واضحة وتحول نحو الأفضل مع رفض الفساد والفاسدين كشرط أساسي لبناء الإخاء والتسامح ، فهناك مخطط لتعميق الفرقة بين أبناء تعز وزرع الفتة انتقاماً منهم ومن أدوارهم الوطنية ، فعلينا جميعاً التنبه لهذا المخطط وإفشاله لأن نجاحه هزيمة للجميع ولن يكون هناك منصر من أي طرف ... فهل سيلتقي أبناء تعز على كلمة سواء مستشعرين الخطر الداهم الذي يستهدفهم ومن ثم يستهدف الوطن كله..
إذا اجتمع أبناء تعز ووحدوا الصف والرؤية لاشك أن اجتماعهم سيكون اجتماع خير لكل أبناء الوطن لأن الأمل معقود عليهم بأنهم سيكونوا الرواد لتأسيس الدولة المدنية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية التي حلم بها كل اليمنيين وقدمت التضحيات الجسام وجاد الشهداء وآخرهم شهداء الثورة السلمية المباركة بأرواحهم من أجلها..
نسأل الله أن يجمع شملنا ويوحد صفنا لما يحبه ويرضاه.
محمد مقبل الحميري
تعز وضرورة تصالح أبنائها 1716