لم ينجح رواد الاحتكار في ممارسة التجارة والصعود الصاروخي إلا في ظل الاحتكار والاستئثار باقتصاد البلد وبالتحالف والشراكة مع المخلوع ونظامه الفاسد لذلك هم يرفضوا الآن التغيير ويحاربوا الثورة و يسعون لإعادة إنتاج الفساد لأنهم يخافوا المنافسة والشفافية والقانون وتحرير الاقتصاد والسوق المفتوحة وهي أهداف جاءت بها ثورة 11 فبراير من أجل بناء اقتصاد وطني قوي وحر يضمن حياة كريمة لليمنيين.
وما جعل كثيرين ينخدعون بهؤلاء المحتكرين هو استغلالهم لحاجة الناس واستفرادهم بالمجتمع واحتكارهم للنشاط الاقتصادي وانعدام المنافسة والامتيازات التي منحها الرئيس السابق إياهم مقابل شراكته لهم وقيامهم بغسيل أمواله, لذلك هم يقودون ثورة مضادة بالأصالة عن أنفسهم وبالوكالة عن صالح وعائلته من أجل استمرار الاحتكار والمصالح المشتركة والامتيازات المرتبطة بالفساد و ديمومته..
على سبيل المثال منتجاتهم التي يصنعوها ويقدموها للاستهلاك المحلي هي منتجات رديئة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي ولا تخضع للرقابة والفحص, لأن تحالفهم مع الرئيس السابق مكنهم من العبث بكل شيء, كما أن ازدواجية التصنيع وقيامهم بإنتاج نوعين من السلع يكشف فسادهم وعبثهم واستهتارهم بالمجتمع, فالنوع الأول من منتجاتهم يصنعونه للاستهلاك المحلي وهو كما ذكرنا منتجات رديئة بدون مواصفات, بينما النوع الثاني من المنتجات الذي يصنعونه للتصدير الخارجي يكون بمواصفات عالمية و وفقا لشروط الجودة الدولية.
مكتب العمل في تعز الذي أغلقه عمال القطاع الخاص مؤخراً هو دليل آخر على الممارسات الفاسدة للمحتكرين الذين يدفعون الأموال والرشاوى لمسؤولي المكتب من أجل شراء مواقفهم واستخدامهم كأدوات في تمييع قضايا العمال ومظالمهم التي يرفعونها لمكتب العمل وكذلك في تشريع ظلمهم واستغلالهم وانتهاك حقوق عامليهم عن طريق شرعنة لوائح ظالمة يقدمونها لمدير مكتب العمل الفاسد الذي اشتروه بفلوسهم والذي طالب عمال القطاع الخاص باستقالته والتحاقه بالعمل مع المحتكرين.. فهل تعتبر عينات الفساد المذكورة أعلاه مقياساً للنجاح؟.
قد يعتبر نجاحاً, ولكنه نجاح في استغلال المجتمع وصنع معاناة الناس وإفقار الغالبية العظمى من الشعب مقابل تخمة فئة منتفعة ومتحالفة مع الفساد وشريكة له وتسعى حالياً للحفاظ على استمرارية مصالحها وامتيازاتها عن طريق إعادة إنتاج الوضع السابق الذي ثار عليه الشعب.
إن نموذج شوقي هائل وأسلوب إداراته لتعز مثال واضح للناس ويعطيهم صورة مكتملة عن دور الاحتكار في شراكته مع الفساد وصناعته لمعاناة الناس.
عبدالله الشرعبي
دور الاحتكار في صنع معاناة المجتمع!! 1665