;
أحمد عثمان
أحمد عثمان

مستقبل الجيش واتساع دائرة التسامح 1693

2013-04-13 16:46:28


تعد قرارات التعيين التي أصدرها الرئيس هادي والمتعلقة بإعادة تشكيل الجيش من أهم وأعظم القرارات منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وهي ترجمة لأهداف ثورة 11فبراير التي قلبت كل الطاولات والكراسي.. مصادرة الجيش الوطني وتقزيمه بالمشروع الأسري القروي تسببت بكل ما جرى ويجري لليمنيين في الداخل والخارج.. القرارات طلعت بنكهة الوطن الجمهوري وعرف التربة الثورية وعبقها العزيز ولا يوجد أهم من هذه القرارات التاريخية سوى حماية الجيش من هذه التجربة السيئة والعمل على منع تكرارها..
القرارات أعادت الاعتبار للجيش الوطني وانتصاراً باهراً للثوار وللجيش المنضم للثورة وسواء اتفقنا مع اللواء علي محسن أو اختلفنا فإن الحقيقة أن الرجل اختتم حياته بسلسلة من المواقف الوطنية بلغت ذروتها بانضمامه للثورة وتوجت بقرارات توحيد الجيش التي أصدرها أمس الرئيس الموفق عبد ربه منصور هادي، لأن هذه التغييرات التي نزعت خرافة التوريث من داخل الجيش والدولة وأنهت سيطرة الأسرة والقرية لا يمكن أن نعزلها عن دور الجيش الذي غامر وانحاز للثورة ليقوم بدور محوري في دعم الثورة الشعبية التي أسقطت التوريث والقروية التي قزمت الجيش اليمني وهي كفارة وطنية كافية لدورهم في الوضع السابق..
لسنا مع تمجيد أشخاص ولا حاجة لنا بذلك، خاصة بعد رحيلهم من مناصبهم، لكننا لسنا مع غمط الناس حقوقهم وطمس أدوارهم الوطنية التي هي ملك للشعب والتاريخ، خاصة ونحن نرى حملة غير مبررة من هذا النوع، والمفارقة أن الضباط الذين نصروا الثورة ومنعوا سحقها وأعاقوا هيجان النظام الأسري وشكلوا قوة ردع منعت حرباً أهلية، يخرجون اليوم من مواقعهم جنباً الى جنب بالتساوي إلى جانب من قتلوا الثوار وقامت الثورة ضدهم، وهذا المشهد تضحية أخرى يميز الضباط الذين ضحوا من أجل الثورة سابقاً ولاحقاً ولا حاجة للمكابرة والجحود وعدم الإنصاف، فعلي محسن, وعبدالله عليوة, ومحمد علي محسن, وحميد القشيبي, وزملائهم هم من قصموا ظهر النظام وشلوا حركته بعد أن شرع في إبادة المتظاهرين السلميين في الشوارع والساحات بمضاد الطيران والتاريخ لن يكتب هؤلاء في خانة مع أولئك مهما استمات البعض لتزوير الحقائق وقلبها.. التاريخ لن يكتب برغبة أحد، لقد كتبته أحداث شاهدها العالم ولا يمكن أن تطمس أو تزور.. والمهم أن تطبق القرارات بدون تلكؤ.

بعد هذه القرارات علينا كشعب أن لا نبقى في الماضي، كما يجب أن نبتعد عن الشماتة، فمع المطالبة بالعدالة وجبر ضرر الجرحى والشهداء، يجب أن تتسع دائرة التسامح مع كل إنجاز حقيقي من هذا النوع يضمن صناعة المستقبل، فالثورة الشعبية ليست انتقامية وإنما وسيلة بناء وتصحيح أخطاء تاريخية وحل إشكالية الحكم المتراكمة السوء عبر قرون مديدة.
نحن لا نريد أن نقوم بثورة كل ثلاثين سنة ونصفر العداد بمزيد من الدماء والمآسي.. إن ما يهمنا اليوم بعد هذا الانتصار التاريخي ليس الماضي وإنما مستقبل الجيش الوطني الذي هو مستقبل الوطن وصورته، فكيف ما يكون الجيش يكون الوطن.. فالجيش الذي لا يصان دستورياً ومؤسساتياً وشعبياً ووطنياً مثل المال السائب يعلم الناس السرقة و(الركبة) على ظهر الشعب، باعتباره دابة خاصة لا تصلح إلا للركوب ولا نريد أن نعود لمرحلة (من توطأت له ركب) (عندها يستحق البرد من مزق غطاه).. أمامنا فرصة تاريخية لبناء يمن حضاري يستحق منا الإخلاص والحب وعنواناً عريضاً للتسامح والعدل ومحاربة الكذب والفساد.
ahmedothman6@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد