ما يحدث في جامعة صنعاء في كل مفاصلها في كل مفاصلها لم يعد مقبولاً حتى عند العامة, فإذا كانت إدارة جامعة صنعاء غير قادرة على اتخاذ قرارات فعالة في الجامعة لتغيير واقع الجامعة نحو المستقبل المأمول، والحكومة نفسها مطنشة عن دعم الإدارة لاقتلاع الفاسدين من حنايا جامعتنا وكأنها لا تعرف جامعة صنعاء ولا تحب أن تعرف ما فيها؛ فإننا نطالب بإنشاء (الوفاق الفسادي) على نمط الوفاق الوطني لتحقيق مطالب الفاسدين وتنفيذ المحاصصة الحزبية بعيدا عن جامعتنا، وذلك بفتح جامعة مثل جامعة صنعاء للفاسدين ينشغلوا بها, لأنه على ما يبدو أن فتح جامعة جديدة أسهل عند الحكومة من إزالة الفاسدين حيث صاروا ثابتين لدرجة أن اقتلاعهم أصبح أصعب من اقتلاع المباني بكل أشجارها وأحجارها في هذه الجامعة، لقد قضى الفاسدون على كل جميل في هذه الجامعة واقتلعوا حتى جدرانها ومع ذلك لا يزالون ملتصقين بها يسرحون ويمرحون ويدعون أنهم أساس التنمية ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منهم، بل للأسف من طول فسادهم وتجذيره صارت لديهم قدرة على تضليل الكثير من أصحاب القرار حتى الطيبين منهم انخدعوا بالفاسدين لأن الفاسدين يلبسون ألف وجه ووجه لتمرير فسادهم لدرجة أنهم أصبحوا عند أصحاب القرار من الوطنيين المخلصين النشطين في خدمة الجامعة.
المفجع في الأمر أنك تجد الفاسدين دائما في المقدمة، ومن يحاول إظهار حقيقتهم إلى السطح إما أن (يطحس وما حد يسمى عليه) أو يتعرض لتطفيش ممنهج حتى يشك في نفسه بأن الفاسدين هم الملائكة وأنه هو الفاسد بعينه لأنه قال الحقيقة في وقت الكذب والمزايدات.
لقد أثبتت الأحداث أن كل فئة من فئات القوة البشرية في جامعة صنعاء التي تتمثل في (أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة) كلها يوجد فيها النظيف والفاسد وفيها الصالح والطالح، وهذه نتيجة لاختلال معايير اختيار المدخلات بكل معنى الكلمة، وما ترتب على هذا الاختلال من فساد في العمليات وفي المخرجات..
ولا أظن أن الحال ستصلح إلا إذا تم فك الارتباط بين الفاسدين والشرفاء، وإبعادهم عن بعض, الحل هو فرز الفاسدين وإشغالهم بأنفسهم عن عرقلة التنمية في مكان آخر غير جامعة صنعاء ولا مانع من زخرفة مكانهم ليستسيغوه وتقديم الحوافز المادية لهم في أي مكان؛ أهم شيء أن يبتعدوا عن جامعة صنعاء؛ وسوف يبدأ الوطنيون في جامعة صنعاء الحياة والتنمية حتى بحالة الجامعة التي هي عليها اليوم.. مستحيل أن تسير الجامعة نحو المستقبل وفيها من يشدها إلى الماضي من منتسبيها، وإدارتها والحكومة نفسها تتفرج عليهم بلا مبالاة.. وسيظل الخلل في كل الفئات مادامت الرقابة والحساب والعقاب لا يقترب من جامعة صنعاء.
*أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية- جامعة صنعاء
suadyemen@gmail.com
د/ سعاد سالم السبع
نسخة من جامعة صنعاء للفصل بين الفاسدين والشرفاء فيها!! 1423