لسان حاله يقول (أبيعها بأرخص الأثمان.. أو بلا ثمن هويتي وانتمائي لهذا الوطن لربما لو تخلصت منها حظيت ببعض الأمان والاحترام لربما لا يشار إلي بالبنان امتهانا وليس معلما.. فلست سوى أبو يمن ).
صرخة مغترب لو أسمعت من بآذانه صمم من المسؤولين لكانت تفتت لها قلوبهم وإن قدت من حجارة أو طين, لكن أنى لنا ذلك ومسؤولونا لا يكونوا مسؤولين إلا بعد أن يفقدوا الحواس الخمس.
فهم سبب بلاء مغتربينا ومهانتهم وهوانهم على آل سعود, فقد أهانهم رأس النظام السابق بذلته ومسكنته حتى رأى كل الشعب على شاكلته - فكيف إذا كان الرأس عند الأقدام أين يكون مصير بقية الحطام .والسعودية جست النبض مرة تلو مرة وباتت تعرف ردة الفعل بعد كل لطمة تصوبها لوجه النظام العاجز, فهو يلعق اليد اللا طمة ويعتذر عن تطاوله ويتنازل عن حق آخر .
فلو قمنا بمعاملة السعودية منذ البداية معاملة الأنداد كوننا دولة تقابل دولة بكل المصالح المشتركة والكل لديه (بطحة على رأسه) يخاف أن تتقيح و مصالحه أن تتعثر كنا حفظنا كرامتنا المهدورة بدلاً من بيع الأرض حتى ننعم بالسلام تحت الأقدام وقديماً قيل الأرض كالعرض لا تباع فتخسر كرامتك.
لقد آن لليمنيين أن يستعيدوا كرامتهم ولنا أن نطالب بسقوط كل الاتفاقيات المخزية والمهينة التي صنعها النظام السابق فبسقوطه تسقط كل شرعية لكل أفعاله واتفاقياته السابقة وخاصة المجحفة والتي قام فيها بسرقة وبيع وتسلم الثمن وأورده لحسابه الخاص فأرض اليمن ليست ملكاً لأبو احد لقد أورث النظام الزائل مسؤولين لشئون المغتربين وسفراء يعكسون تلك النظرة اللآ مبالية والممتهنة لكرامة المغترب.. وآن لنا أن نحظى بالشخص المناسب في المكان المناسب وان يمثل المغتربون بوزارة تعني بهم لا أن تعتبرهم مصدر دخل إضافي ليصبح هذا المسكين محترقاً بدلاً من مغترب بين حق الكفيل وحق الوزير وحق أولاده على الله .
لقد سئمنا لغة الاستعطاف والترجي في إعلامنا الموجه والذي يعمل الف حساب لغضب الجارة العزيزة ويتناسى مأساة آلاف اليمنيين المطاردين والمختبئين كالفئران من دوريات الأمن في السعودية نتمنى أن نجرب لغة التحدي والتهديد ربما نرفع من معنوياتنا المنسحقة أمام الصلف السعودي.
على النظام الجديد أن يثبت أن هناك تغييراً سقاه الشباب والشعب بدمائه ولا يكون التغيير ملموساً إلا بتغير السياسات نحو قضايا اليمن المهمة ومنها الحفاظ على كرامة اليمنيين المغتربين.
ولعلنا نطالب بأدن حقوق المغترب وهو حفظ الكرامة فقط ولم نطالب برفاهية العناية به أو تسهيل معاناة غربته وتسيير شئونه, فهذا بذخ بعيد المنال عن سياسة لا تفكر في المغترب إلا كوسيلة شحيحة الدخل للعملة الأجنبية وصوت بعيد يفضح مساوئ الدولة في الخارج .
نتمنى أن يدرك إخواننا في السعودية بأن العمال اليمنيين ومنذ عشرات السنين هم من بنوا مملكتهم المنتفخة فيما هم مشغولون بأكل الكبسات وتربية الكروش والزواج السياحي من بنات اليمن.. بالإضافة للتدخل المريب في تسيير سياسة اليمن بحسب مصلحة المملكة أولاً وأخيراً.
وأنهم حظوا بعمالة من أخلص وأجدر وأرخص العمالة في العالم شعب على الفطرة أينما وجهوه يصبح صيباً نافعاً بل أنه يمكننا القول انه لولا كدح اليمنيين وتفانيهم في أخطب الأعمال وأعظمها ما كانت السعودية هذا البلد الراقي في كل شيء إلا تعامله مع جيرانه وإذلاله لهم .
مع كل هذا نجد أصوات يمنية كثيرة تقف وبتعصب مع سياسة السعودية وقرارتها داخل السعودية وخارجها, خاصة التغني بفضلها الكبير باختراع المبادرة الخليجية, متناسيين أنها لمصلحتهم أولاً وأخيراً فأي خراب لدينا سيكون طوفان عليهم .
ربما لأن هذه القرارات كالعادة لم تضر بالدرجة الأولى سوى طبقة الكادحين والمساكين من مغتربي اليمن, أما كبار المغتربين وعائلاتهم من التجار الأثرياء أصحاب الاستثمارات والذين استقروا في السعودية كوطن بديل يطلقون عليه حياء الوطن الثاني فهؤلاء لم تؤثر فيهم ضربة الرأس الموجعة بل يجدوا أن من حق السعودية حماية أراضيها من جراد اليمن المنتشر والمسمى مغتربين والذين يفسدون الأمر على الجميع.
فكرية شحرة
هويتي........... 1677