كنت قد ظننتها مجرد أمنية يتلفظ بها البعض على استحياء ويخفيها آخرون خوفاً من زوجات متسلطات, لكن حين تأكدت أن شخصاً يسكن الحي ذاته فعلها وتزوج بشابة سورية من اللاجئات إلى اليمن وجدت فعلاً أننا من الشعوب التي يسكنها الفقر ويسير في دمائها العوز ومن إرتدى ثوب الفقر البسه الله ثوب الذل, فإلى هذا الحد وصل فقرنا الأخلاقي؟ّ! إلى هذه الدرجة الرعناء والنزقة؟! إلى درجة الصيد في الماء العكر؟! إلى درجة استغلال حاجة هؤلاء النساء للمأوى والدفء والاستقرار؟! في الحقيقة نحن من أكثر الشعوب استفزازاً لمشاعر الآخر وانتهاكاً لحدوده المعنوية والحسية, السيارات تسمى بأسماء نساء شهيرات فقط لإشباع رغبة واهمة في نفس لايستحي أن يبدو في أعين الآخرين خالياً من الحياء منزوع الكرامة.
اليوم تلجأ نساء سوريا لليمن على خلفية "عليكم بأهل اليمن, هم أرق قلوباً وألين أفئدة" أو كما قال "صلى الله عليه وسلم", وهن لايعلمن أنهن سيواجهن جيلاً جديداً من اليمانيين تفكيرهم محصور من السرة إلى الركبة!.
هن لاجئات ولسن سائحات, والفرق بين هذه وتلك كبير جداً جداً. هن قادمات من وطن الحرب والخوف والذل والانكسار, فهن بحاجة إلى الأمن والسكينة والاحتواء, بحاجة إلى مأوى يمنحها فرصة التفكير في نفسها وأحبابها الذين تركتهم خلفها وهي لاتدري أحياهم بعدها أو أموات؟! بحاجة لأن تشبع جوفها بلقيمات بلا مقابل يجعلها تغص بحياتها وتتمنى أن لو كانت على قائمة الأموات لكان أفضل, هي بحاجة لأن تحصل على استراحة تاريخية تتزود خلالها بالوقود النفسي والمعنوي لأنها لابد أن تعود يوماً ما إلى ذلك الوطن الملتهب, هي بحاجة إلى قراءة واقع الوطن الذي حلت عليه ضيفة فإذا بالمضيف يستغل حاجتها ويستعبدها لكن كزوجة, أنه أبشع أنواع الاستغلال من وجهة نظري إلا أن يكون هذا الأمر منظماً ومسؤولاً لإرتكاب أي حماقات من أي نوع والحقيقة أن مجتمعنا اليوم لاينقصه تلك الطفرات الأخلاقية التي تهز أسواره الثقافية وتشرخ جدرانه الشعبية بما تملكه من أسلحة معنوية تستهدف أضعف ما في الإنسان, فطرته وغرائزه.. فالمسألة لاتتوقف على جمال أخواتنا في سوريا فمن اليمانيات جميلات أيضاً وللتشذيب والترطيب والرعاية والتغذية تدركه كل نساء العالم إلا المرأة اليمنية التي حكمت عليها ظروف الحياة غالباً بالإعدام الأنثوي حتى أصبح لا فرق بينها وبين ذلك الكادح ذو الأعقاب المتشققة!!.. تريثوا أيها الرجال وأمنحوا هؤلاء النساء فرصة للرضا والقبول بحب ورغبة في الستر ولاتسلطوا على رقابهن سيف الذل والحاجة, فهنا ليست من المروءة في شيء وعلى نساء اليمن أن يكن حصيفات وعاقلات بما يكفي وتذكري أن اختنا السورية ستبقى دهراً لاستيعاب رجل يأكل عشباً ويجتره كما تجتر الماشية طعامها؟! وعلى الرجل اليمني أن يجهز ميزانية المكسرات وأطباق الحلو والفواكه الطازجة وسلام الله على اليمنية التي يرضي غرورها حفنة "زعقة"!
ألطاف الأهدل
إرحموا عزيز قوم ذل 1482