منذ اندلاع الثورة السورية كان موقف الرسمي اليمني وما يزال متخاذلاً ويتناقض بشكل كامل مع التفاعل الشعبي والنخبوي مع الثورة السورية, حيث أظهرت هذه السلطة البائسة اليمن في موقف المتخاذل من الثورة السورية والمتواطئ مع نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه وبالأسلحة المتطورة وأمام مرأى العالم أجمع..
ولعل تصريحات وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي والمحسوب على بقايا نظام صالح والذي أكد فيها مؤخرا أن "مسألة تسليم الائتلاف الوطني السوري المعارض السفارة السورية في اليمن أمر غير قابل للنقاش" هو خير دليل على هذا الموقف المتخاذل.
من وجهة نظري فإن هذا الموقف الرسمي المخزي من الثورة السورية لا يعد فشلاً للدبلوماسية اليمنية فحسب, بل هو فشلاً للسلطة وللمعارضة اليمنية أيضا ممثلة باللقاء المشترك والذي أرتكب الرئيس الحالي له المدعو "محمد الزبيري "فضيحة مخزية حين قام بزيارة دمشق والتقى بالمجرم بشار الأسد وعرض عليه الدعم بالرجال ـ هناك من خبرة الزبيري من الحوثيين من يقاتل في صفوف الشبيحةــ واكتفت بعض مكونات اللقاء المشترك بالقول بأن هذا موقف شخصي ولا يعبر عن الموقف الرسمي للمشترك بينما كنا ننتظر منهم موقفا أكثر حزما وجدية من هذا..
كما أن الموقف الرسمي اليمني من الثورة السورية يعد فشلاً أيضاً للمكونات الشبابية الثورية والتي فشلت في الضغط على الحكومة اليمنية في طرد سفير نظام بشار الأسد كموقف تضامني مع الثورة السورية على غرار الموقف القطري المتقدم من الثورة السورية والمتناغم مع موقف شعبها.
إن تعلل وزير الخارجية بموقف الجامعة العربية لا يعدو كونه مغالطة, فالجامعة العربية في القمة العربية الأخيرة بقطر شهدت جلوس رئيس الائتلاف الوطني السوري الأستاذ أحمد معاذ الخطيب لمقعد سوريا بالجامعة العربية وباركت هذه الخطوة.
هناك ضغوط يمارسها مسئولون وشخصيات محسوبة على جماعة الحوثي المتمردة على الحكومة اليمنية لعرقلة إغلاق السفارة السورية وتسليمها للمعارضة وإبقاء السفارة الإيرانية بصنعاء ولكن يجب على الحكومة أن ترفض هذه الضغوط وتتصرف بما يمليه عليها الواجب الوطني والديني والإنساني.
إن بقاء السفارة الإيرانية بصنعاء رغم المواقف العدائية لإيران تجاه اليمن وتدخلها السافر في الشأن اليمني هو فضيحة للسلطة اليمنية بكل المقاييس والمعايير فهذه السفارة الإيرانية تحولت لوكر تخريبي وتعمل ليل نهار ضد مصلحة الوطنية اليمنية ورغم أن إغلاقها مطلب شعبي جارف كنوع من الرد على التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني والتي وصلت لحد إرسال شحنات عديدة من الأسلحة المتطورة ومصانع الأسلحة لجماعة الحوثي ومليشياتها المسلحة, إضافة إلى دعم جماعة الحوثي بالمليارات كي تنفذ أجندتها التخريبية في اليمن.
إن سلطات بلادنا تناقض تصريحاتها الرسمية والتي تشكو مرارا من التدخلات الإيرانية والتي وصلت لحد تحذير الرئيس هادي لإيران من التدخل في الشأن اليمني وفي الوقت نفسه لا نرى ترجمة فعلية لهذه التصريحات على أرض الواقع.
اللهم إنا نبرأ إليك من هذا التخاذل الذي يبديه البعض منا تجاه إخواننا الذين يقتلون وبأحدث الأسلحة أمام مرأى ومسمع العالم.. اللهم أحقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان وعجل بنصرك وفرجك وأحشر كل من ناصر ودعم بشار الأسد من أمثال أبو بكر القربي ومحمد الزبيري معه وفي زمرته.
محمد مصطفى العمراني
عن موقف السلطة اليمنية من الثورة السورية 1949