أثناء إلقاء كلمته قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور/ عبد الطيف الزياني, مبرراً تأخره في حضور حفل الافتتاح لمؤتمر الحوار الوطني, قال مبرراً مثلاً شعبياً يمنياً "الحلو يبطىء".. قالها من باب تلطيف أجواء الحوار الذي رآه ملبداً في غيوم الحيرة وكذلك العبوس الذي كان يملأ وجوه الحاضرين, فبتسم هو وتبسم الجميع وضجت القاعة بالتصفيق.. قال مازحاً الحلو يبطئ وانا اكتب هذا المقال مازحاً الحلو يبطىء ولكن.. فكان علي الحاضرين ان يستمروا في التصفيق لفترة اطول, كون المثل يعتبر اعترافاً رسمياً متأخراً و برومانسية سياسية يجيدها الزياني في ان حلو دول الخليج مبطئ نحو اليمن وهذه حقيقة ادركوها مؤخراً ويدركها الجميع..
فواجبنا ان نشكر الزياني على هذا الاعتراف المتأخر ان الحلو مبطئ وواجب علينا كجيران يهمنا امن جيراننا ان نذكر الزياني كونه امين عام مجلس التعاون الخليجي, لن ايران لم تبطئ في اقلاق الامن والاستقرار في اليمن, بل انها تسارع في دعم كل اعمال التخريب وباذلة و بسرعة قصواء جهدها و كل امكانيتها المادية والتسليحية وكل ما من شأنه اقلاق الامن الداخلي الذي بعتبر أمناً للمنطقة.
سيادة الامين العام لمجلس التعاون نحن في عصر السرعة, واليمن لم تعد تتحمل البطئ الخليجي فقد يفوت القطار علينا جميعاً بسبب تجاهلنا لما يحدث وما تريد ان تحدثه ايران في المنطقة .. ان الاسراع في مساعدة اليمنيين في بناء دولتهم هو الخيار الوحيد وتقديم المساعدة السخية في ذلك وترك الشأن الداخلي اليمني لليمنيين, حتى لا تتحول الى ساحة صراع إقليمي ليس في مصلحة اليمن خصوصاً والخليج عامة .حتي لا نترك مجالاً لبعض الاطراف في التبرير للعمالة لإيران بسبب التدخل الخليجي, فيقول المثل الخليجي "أهل مكة أدرى بشعابها".. علي صالح يشكركم في الليل والنهار, في السر والعلن, قائماً وقاعداً, على إسراعكم في انقاذه من الثورة التي قامت عليه, فما بالكم في انقاذ شعب, فلا يبطىء الحلو في سرعة انقاذ اليمن من خطورة الانزلاق في مربع الازمة الاقتصادية التي تعتبر المدخل الرئيس لكل الازمات في اليمن ..
فانتم ليسوا عاجزين اﻵن في انقاذ اليمن من السقوط بسب الازمة الاقتصادية والسياسية ولكن ستعجزون غداً في انقاذ اليمن اذا سقطت في مربع التآمر الايراني الذي يضخ كل امكانيته لزعزعة امن واستقرار المنطقة ويستغل في ذلك الاوضاع الامنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن . كفانا بطئاً, فاستعادة العراق الى حاضرة المواقف القومية العربية صار صعباً ان لم يكن مستحيلاً بعد ان تركناه وحيداً وكان يمثل رأس الحربة في خاصرة المشروع الفارسي, فلم تتمكن ايران من التحرك الابعد ان خلصتها امريكا من الحربة التي كانت في خصر مشروعها في المنطقة.. لا نريد ان نقلب الماضي ولا نريد ان ينقلب علينا الحاضر في غير ما تشتهي المنطقة .. عندما نذكر التدخل الايراني ليس انتهازية, فالشعب اليمني اكبر من ان يكون انتهازياً, ناهيك انه يرتمي في احضان الانتهازين.. الوضع السياسي والاقتصادي في غاية الصعوبة حقيقة يجب ان تقال وهذا ما أوجد ثغرة تدخل منها ايران بمشروعها القبيح.. هذه حقيقة تلمسوها وليست انتهازية .
سعادة الدكتور الزياني في الظروف الطبيعية الحلو يبطئ, لكن الحلو لا يبطئ في المواقف الصعبة والحرجة, وعندما تعود الامور الي طبيعتها فمن حق كل حلو ان يبطئ.
همسة الى رئيس الجمهورية: عندما يفشل المشروع الثوري الكبير ستنجح كل المشاريع الصغيرة.. وعندما يسكت الصوت الثوري الموحد تتعالى الاصوات من كل مكان, كل بلغته الخاصة التخلي عن قيم الثورة بعد قيامها لن يخدم ما تريده.. خذ راية الثورة بقوة وأبدأ في البناء .
محمد الجماعي
إلي الزياني ..الحلو يبطىء ولكن 1921