قلت لأحد الزملاء الإعلاميين والذي يعمل بنفس الوقت في مؤسسة حقوقية: لماذا لا تتطرق مؤسستكم الحقوقية لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم البشعة لحقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها رغم بشاعاتها.. فتنهد قائلاً: أنت وضعت يدك على جرح كبير في القلب.. ثم انداحت شكواه كسيل انهمر على وادي فسيح وقال: يا اخي أعددت تقريراً مفصلاً وموثقاً عن جرائم الحوثيين وارسلته لمقر المنظمة ( مقرها في إحدى العواصم الأوروبية ) ولم ينشروه, فتابعت نشره وبعد رسائل واتصالات وأخذ ورد أبلغني أحدهم سراً بأن توصية من السفارة الأمريكية بعدم نشر أي شيء ضد الحوثيين.. تصور وهناك بعض المغفلين يعتقدون فعلاً أن الحوثيين يحاربون أمريكا ويقفون ضد الهيمنة الأمريكية وهم متفقون ومنسقون وعلاقتهم وطيدة..
قلت له : أما علاقة الحوثيين بأمريكا فهذه معروفة لكل العقلاء باستثناء قطيع السيد من الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم, لكن يا أخي كنت تنشر التقرير في وسائل الإعلام.. فقال: أنت تريد قطع عيشي.. تذكرت هذه القصة قبل أيام عندما نشرت مؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني تقريراً عن ضحايا الألغام في كشر بحجة وقد كانت الأرقام مفزعة والإحصائيات مرعبة, فتحية لمؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني, فهي الوحيدة بين مئات المؤسسات الحقوقية التي تتطرق لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم البشعة لحقوق الإنسان, أما البقية فيصدق فيهم المثل القائل " من يدفع للزمار يختار اللحن " فمن يمول مشاريعهم من السفارات والمنظمات الأجنبية يختار لهم المواضيع فهم مجرد "شقات" ينفذون أجندة الممولين ليس إلا.
محمد مصطفى العمراني
سر تغاضي المنظمات الحقوقية عن جرائم الحوثيين!! 2193